الصبر: مفتاح النصر والفلاح في الإسلام

الصبر ليس مجرد فضيلة في الإسلام؛ إنه ركن أساسي للإيمان وثمرة من ثمار التقوى. فهو كالرأس للجسد، حيث يُعتبر جزءاً حيوياً من العقيدة الإسلامية. عندما يفق

الصبر ليس مجرد فضيلة في الإسلام؛ إنه ركن أساسي للإيمان وثمرة من ثمار التقوى.
فهو كالرأس للجسد، حيث يُعتبر جزءاً حيوياً من العقيدة الإسلامية.
عندما يفقد المرء القدرة على الصبر، فقد ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم "العمل الصالح كالبناء"، مشيراً إلى أهمية الثبات والاستمرار في الطاعات رغم الشدائد.
في القرآن الكريم، تؤكد الآيات على مكانة الصابرين، مثل قوله تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" (الزمر: 10).
هذا يعني أنه مقابل صبرهم وصمودهم أمام المصاعب، سيجد الصابرون مجازاة عظيمة في الآخرة بدون مساءلة.
الصبر يشمل عدة جوانب: الصبر على قضائ الله المحتوم، سواء كان مرضاً أو فقراً أو محنة نفسية أو مادية.
فالابتلاءات ليست عشوائية بل هي وفق ترتيب عظيم حسبما ذكر في الآية الكريمة: "وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها".
كما يجب على المسلمين الصبر أثناء دعوتهم وتبشيرهم بنور الحق، إذ قد يتعرض الدعاة للأذى ومختلف أنواع المشقات.
هنا يأتي دور الدعوة للصبر والصلاة لتيسير الأمور وكشف الهموم ورد الفرج بإذن الله تعالى.
ومن بين آداب واجبة تجاه المصائب والتجارب الصعبة، تقديم التعزية "إنا لله وإنا إليه راجعون"، والتي تعكس اليقين بأن كل الأشياء تحت حكم الله ورعايته.
هذه الحالة من التحلي بالثقة والإيمان بالقدر تفوق بكثير التأثر السلبي الذي قد يحدث بسبب الظروف الخارجية.
لذلك، جعل الله عز وجل مكافأة كبيرة للصابرين - وهم الذين يبقى سلامهم وطمأنينة قلوبهم ثابتتين مهما كانت ظروف الحياة-.
وفي النهاية، يمكن اعتبار حياة المؤمن رحلة مليئة بالأعمال الخيرة سواء جاءتها الراحة أم الضيق، وهذا نتيجة لاستقامته واتباعه لدينه بحسب حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer