• صاحب المنشور: ناجي البوخاري
  
  ملخص النقاش:
  في عصر يتسم بسرعة التحول الرقمي، أصبحت استدامة التعليم والتعلم الإلكتروني مسألة حاسمة. مع انتشار جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى تحويل العديد من المؤسسات التعليمية نحو التعلم عبر الإنترنت، أصبح واضحًا مدى حاجتنا لوضع استراتيجيات مستدامة لهذا النوع من التعليم. هذا المقال يستكشف بعض التحديات الرئيسية أمام تعليم الكتروني مستدام ويقترح حلولا محتملة للمستقبل.

تحديات التعليم الالكتروني المستدام

1. الوصول العادل للإنترنت والموارد الرقمية

أحد أكبر العقبات أمام التعلم الإلكتروني المستدام هو عدم المساواة في الوصول إلى الإنترنت وموارد رقمية أخرى مثل الأجهزة المحمولة والتكنولوجيا المتطورة. هذه القضايا تتركز غالبًا بين الفئات ذات الدخل المنخفض والأماكن النائية حيث قد يكون هناك نقص في البنية التحتية للتكنولوجيا أو ارتفاع تكلفة الخدمات الأساسية كالإنترنت. الحلول المحتملة تتضمن زيادة الاستثمار الحكومي لتوفير شبكات إنترنت عالية الجودة وبأسعار معقولة في المناطق الفقيرة، وتقديم دعم تكنولوجي مجاني أو مخفض للفئات الأكثر احتياجا.

2. جودة التدريس والمعرفة التقنية لدى المعلمين

على الرغم من أهميتها المتزايدة، فإن الكثير من المعلمين ليس لديهم المهارات اللازمة لتوجيه الطلاب بفعالية عبر بيئة التعلم الافتراضية. بالإضافة لذلك، يمكن أن يؤدي التركيز الشديد على التكنولوجيا أيضًا إلى تجاهل الجوانب البشرية الحيوية للتدريس، مما يجعل تجربة التعلم أقل فعالية وشخصية. لتحقيق ذلك، ينبغي تطوير دورات تدريبية متخصصة ومعايير مهنية محسنة للمعلمين الذين يعملون في القطاع الإلكتروني. كما يجب تشجيع النهج الذي يجمع بين استخدام التقنيات الحديثة واستراتيجيات التدريس التقليدية لإثراء العملية التعليمية وتحسينها.

3. ضمان مشاركة الطلاب وإشراكهم

يمكن للشكل الافتراضي للتعليم أن يخلق شعورا بالعزلة والشعور بعدم الانخراط الاجتماعي إذا لم يتم تصميمه بعناية. يعد حفظ مستوى عالٍ من المشاركة والإيجابية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على تعليم فعال وخالي من الإحباطات النفسية المرتبطة بالإقصاء الاجتماعي. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام تقنيات مبتكرة تسمح بالتواصل الشخصي، وأنشطة الفريق المشترك، وجلسات المناقشة عبر الإنترنت والتي تمثل فرصاً غير مباشرة للتفاعلات المجتمعية داخل الصفوف الدراسية الافتراضية.

4. الأمن والدعم المعرفيين للأطفال الصغار

يتطلب تقديم التعليم الالكتروني لأطفال المدارس الابتدائية رعاية خاصة بسبب العمر وظروف نمو الأطفال الطبيعية. هنا، يلعب الجانبان النفسي والثقافي دور كبيران؛ إذ تحتاج الأمور المتعلقة بالأمن المعلوماتي وعادات البحث الآمنة إلى اهتمام خاص لحماية خصوصيتهم وتعزيز فهم عميق لقيم البرمجيات والسلوك الرقمي المسؤول ضمن حدود عقل الطفل المتنامي. تطبيق معايير أخلاقية ثابتة ومنطق الأخلاق الرقمية منذ مرحلة مبكرة سيكون مفيدا للغاية لمنع أي آثار نفسية سلبية ناتجة عن سوء التصرف الافتراضي أثناء فترة التطور الذاتي والعاطفي المبكر لهذه المرحلة السكانية الحرجة اجتماعيًا وثقافيًا واجتماعياً أيضا .

وفي ختام الأمر, فإن بناء نظام تعليمي رقمي قابل للاستمرارية يتطلب جهوداً مشتركة تعمل علي جميع الأصعدة وفي كل المجالات المختلفة ، وهو أمر ليس سهلا ولكنه ضروري للغاية للعصر الحالي والمستقبلي كذلك ..