تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين

مع تطور التكنولوجيا وتزايد استخدام الأطفال والمراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الواضح مدى تأثير هذه الأنظمة الرقمية على صحتهم العقلية والنفسي

  • صاحب المنشور: آدم بن يوسف

    ملخص النقاش:
    مع تطور التكنولوجيا وتزايد استخدام الأطفال والمراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الواضح مدى تأثير هذه الأنظمة الرقمية على صحتهم العقلية والنفسية. إن البيئة الافتراضية التي توفرها منصات مثل الفيسبوك، تويتر، وإنستجرام يمكن أن تكون مصدرًا للضغط النفسي والإرهاق العقلي إذا لم يتم التعامل معها بحذر وبشكل مناسب.

في السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والمشاعر السلبية مثل القلق، الاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس لدى الفئة العمرية العمرية تحت سن 18 عاماً. هذا يعود غالبا إلى عدة عوامل رئيسية:

الضغط للتوافق مع الصورة المثالية

أولى تلك العوامل هو الضغط المتكرر لتقديم صورة مثالية عن الذات عبر المنصات الاجتماعية. حيث يميل المستخدمون -وخاصة المراهقون حساسون- إلى مقارنة حياتهم بالذات الصورية لأصدقائهم أو الأشخاص الذين يتابعونهم. قد يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الكفاءة وعدم القيمة عند المقارنة الدائمة لهذه الصور المصنوعة والتي ليست واقعية دائماً.

التنمر الإلكتروني

علاوة على ذلك، فإن الإنترنت ليس دائما مكانا آمنا كما يبدو؛ فالتنمر الإلكتروني منتشر بكثرة وقد يكون له آثار مدمرة خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين الأكثر هشاشة. التعرض للسخرية والاستبعاد عبر الشبكات الاجتماعية يمكن أن يخلف ندبات نفسية عميقة ويؤثر سلبيا على احترام الذات والثقة بالنفس.

الاعتماد الزائد والتشتيت الذهني

بالإضافة لذلك، هناك خطر إدمان وسائل الإعلام الاجتماعية الذي يؤدي بدوره لاستنزاف الطاقة العقلية والجسدية نتيجة الانشغال المستمر بالتحديثات والرسائل الجديدة. هذا النوع من الإلهاء المستمر يمكن أن يحرم الدماغ البالغ أصلاً من وقت الراحة اللازمة لإعادة شحن طاقته وهو أمر ضروري لصحة ذهنية جيدة.

وفي النهاية، رغم كل المشاكل المحتملة المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها ليست نهاية العالم أيضا. بإمكان الآباء والمعلمين العمل سوياً لتحسين مستوى الوعي حول مخاطر ومكاسب الإنترنت لدى الطلاب والمراهقين. ومن خلال تعليم المهارات الرقمية المناسبة والحفاظ على الحوار المفتوح بشأن تجاربهم وأفكارهم المتعلقة بهذه المواقع الإلكترونية، يمكننا المساهمة بشكل كبير في حماية سلامتهم النفسية وصحتها الجيدة أثناء رحلتهم نحو سن الرشد المبكر وجيل ذكي رقميا وفي الوقت نفسه هادئ نفسيًا وعاطفيا.


جعفر القروي

13 مدونة المشاركات

التعليقات