- صاحب المنشور: عبد الواحد الجوهري
ملخص النقاش:
مع استمرار ازدياد الطلب على الموارد المائية وتزايد الضغوط الناجمة عن تغير المناخ والتحضر غير المنظم، تصبح أزمة المياه أحد أكبر القضايا العالمية التي تتطلب اهتماماً فوريًا. هذه الأزمة ليست مجرد نقص في الإمدادات؛ بل هي نتيجة معقدة للتلوث والتوزيع غير العادل والاستخدام الفعلي للمياه. هذا المقال يستكشف الجوانب المختلفة لهذه المشكلة ويقدم بعض الحلول المحتملة لتحقيق الاستدامة.
التحديات الرئيسية لأزمة المياه:
- نقص الموارد: وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2021، يعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من عدم الوصول إلى مياه الشرب الآمنة. هذا الوضع يزداد سوءًا بسبب تقلص كميات الأمطار الموسمية وشح موارد المياه الجوفية.
- التلوث: تعتبر جودة المياه مشكلة عالمية أخرى تتفاقم بسبب الصرف الصحي غير الكافي والصناعات التي تلقي مياهها المبتلة في المسطحات المائية العامة.
- التوزيع غير العادل: العديد من البلدان الفقيرة تعاني بشدة من انعدام فرص الحصول على خدمات توصيل المياه الأساسية بينما يتمتع سكان المدن الغنية بمستويات عالية من الرخاء فيما يتعلق بإدارة المياه واستخداماتها المتنوعة.
- استخدام الطاقة المرتفع لإنتاج المياه: إن عملية تحلية مياه البحر أو نقل المياه لمسافات طويلة تحتاج لكميات هائلة من الوقود الأحفوري مما يساهم أيضاً في زيادة الانبعاثات الغازية وبالتالي تفاقم آثار الاحتباس الحراري العالمي.
حلول مستدامة لمواجهة أزمة المياه:
- تدابير الحفاظ على الماء: تشجيع الأفراد والمؤسسات على تطبيق تقنيات فعالة للحفظ مثل تركيب صنابير الموفرة للماء واستخدام الزراعة المحافظة للمياه يمكن أن يساعد بشكل كبير في خفض استهلاك المياه.
- إعادة التدوير وإعادة استخدام المياه المعالجة: إعادة تدوير مياه الصرف بعد معالجتها لاستعمالات مختلفة كري النبات مثلا قد يحسن توافر المياه الجديدة للنظام البيئي ويعزز الأمن الغذائي أيضاَُ .
- تقنيات التحلية المتجددة للوقود الأخضر: تطوير تكنولوجيا متقدمة قادرة على توليد الكهرباء اللازمة للتحلية باستخدام طاقة الرياح والشمس وغيرهما من المصادر الطبيعية الأخرى سيخفض الاعتماد على النفط التقليدي ومنع دخول المزيد من ثاني أكسيد الكربون للغلاف الجوي أثناء العملية.
- العمل الجماعي الدولي: الدول ينبغي عليها تقديم الدعم المالي والعلمي للدول الأكثر عرضة للأزمات المائية كما حدث مؤخراً عندما قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتقديم مساعدة عاجلة لسوريا خلال الحرب هناك - حيث كان نقص حصول المواطنين الأساسي علي الخدمات الصحية والإنسانية واحدا من أهم تحديات تلك الفترة الصعبة تاريخياً.
هذه الخطوات الأولية تعد بداية الطريق نحو تحقيق نظام بيئى صحٍّ ومستقرٍ ومستدام بغض النظر عن الموقع الجغرافى أو الظروف الاجتماعية الاقتصادية الموجودة حاليًا داخل كل دولة عبر العالم ، وهذا يعني ضمان حياة كريمة لكل فرد بلا تمييز وهو حق أصيل وضامن لبقاء الوجود الإنسانی بأفضل صورة ممكنة وللحفاظ علی کوكب الأرض الذي نعتزی به جميعًا!