في جوابنا لصديقك الشيعة الذي تساءل حول اعتماد صحيح البخاري رغم الزمن الطويل منذ وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الإمام البخاري توفي فعلاً بعد نحو ٢٤٥ عامًا من الرسالة المحمدية، لكن هذا لا يعني أنه روى بشكل مباشر عن النبي الكريم.
فالحديث الصحيح يتم نقله عبر عدة طبقات من الرواة، حيث يكون لكل طبقة مراقبتها وشروطها الدقيقة.
الإمام البخاري اخترع عنايةً شديدة أولئك الذين رووا أحاديثه؛ وهم في أعلى مستويات الثقة والحفاظ.
ولم يكن يضيف الحديث إلى كتابه المقدس إلا بعد غسله وصلاة ركعتين واستخار الله، عملية امتدت لــ١٦ عامًا.
وقد حصل هذا العمل الهائل على قبول واسع بين المسلمين، وتم تعزيز حجم وكيفية اعتماده بمرور الوقت.
علينا أن نلاحظ أيضًا أن نفس القضية قد تتعلق بأصحاب الآيات الإسلامية الأخرى، بما فيها تلك المُنسوبة لعليا بن أبي طالب والباقر وجعفرا الصدوق -على الرغم أنها ليست معتمدة بنفس القدر ولا تمتلك القبول نفسه في المجتمع الإسلامي السني-.
علاوة على ذلك، يجب عدم تجاهل التأثيرات المحتملة للمعتقدات الشخصية والتقاليد عند التعامل مع مثل تلك المطالب التحليلية.
خلاصة الأمر: الاعتماد الكبير لشخصية البخاري يرجع لأسباب متعددة منها اختياره المدقق للشيوخ الراويين ولأن عمله تم تحت إطار دقيق للغاية ومتطلب للغاية مما خوله مكانة خاصة لدى الجمهور المسلم العام.
فهو عمل ضمن نظام ثقافي وعلمي يحكم وينظم مسارات معرفية محكمة وموثوقة يعترف بها الجميع ويعملون عليها بناء عليها.
وبالتالي فإن الادعاء بأن هناك نقص فيما يخضع لهذه المعايير يعد أمرًا غير مقنع علميًا ولا منطقي دينياً.
وأخيراً، نهيب بك باختيار رفقة حسنة ممن يفهم ويتبع الطريق المستقيم للسلف الصالح ويحث عليك تجنب الذين يؤثرون بصورة سلبية باتجاه طرق منحرفة وخاطئة خارج نطاق العقائد الأصلية للإسلام الأصيل.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات