الجامعات: معامل الابتكار أم مصانع الاستهلاك

يُطرح في هذا النقاش مسألة هامة حول دور الجامعات في التعليم العالي، وتحديدا ما إذا كانت تُعدّ "معاملًا لإنتاج روبوتات بشرية جاهزة للاستهلاك في سوق الع

- صاحب المنشور: عبد القدوس الهاشمي

ملخص النقاش:
يُطرح في هذا النقاش مسألة هامة حول دور الجامعات في التعليم العالي، وتحديدا ما إذا كانت تُعدّ "معاملًا لإنتاج روبوتات بشرية جاهزة للاستهلاك في سوق العمل" أو "مراكز للابتكار والاختراع". يبدأ الموضوع بوصف الجامعات كمواقع تخزن المعلومات الجافة دون مساحة للمخاطرة والإبداع، مستشهدًا بحاجة إلى إعادة تعريف دورها من مجرد مراكز لخزن المعلومات إلى بيئات محفزة للابتكار. يُشارك زيدي العروسي بتأكيد أن التفكير الإبداعي لا يُزرع بمعلومات جافة بل بتشجيع الاستفسار والمحاولة والفشل، مؤكدا على ضرورة أن تكون الجامعات بيئة لتجريب الأفكار الجديدة وليس مجرد مصادر معلومات محدودة. تُشارك ساجدة التازي برأي مشابه لزيدي العروسي ، مؤكدة على ضرورة إعادة تعريف دور المعلمين من أصحاب المعلومة إلى قادة يشجعون على التفكير النقدي والابتكار الفعلي. غيث البوعزاوي يوفر وجهة نظر إضافية عن كيفية تعزيز الابتكار في الجامعات، بمثال مسابقة شبه سنوية لاختراع مشاريع جديدة تدمج العلوم والتكنولوجيا مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي، معتبرًا أنها من الطرق التي يمكن أن تُحفز على التفكير الإبداعي. نور الهدى بن فارس يوافق على ضرورة إعادة تعريف دور الجامعات ، لكنها تشير إلى دور البيئة الاجتماعية المحيطة بالجامعات في تشجيع الابتكار، لافتة إلى أن هذه البيئة لا تحفز دائمًا على المخاطرة والتفكير خارج القوالب. قدور الشرقي يطرح سؤالًا حول مسؤولية تغيير البيئة المحيطة بالجامعات، معلّقًا: "هل نحن جميعًا مجرد ضحايا للبيئة المحيطة بنا؟" ويؤكد ضرورة إحداث تغيير جذري في الثقافة ككل، بدءًا من تعليمنا في المراحل المبكرة. منصور بن زيد يرى أن المشكلة تتجاوز البيئة الاجتماعية وصولاً إلى مستوى الهيكل الاجتماعي نفسه ، مؤكداً على احتياج معالجة هذه المشكلة من جذورها، وليس فقط التركيز على تغيير البيئة المحيطة بالجامعات.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات