• صاحب المنشور: عياض بن الطيب
  
  ملخص النقاش:
  

  يقف الذكاء الاصطناعي (AI) والذكاء البشري على طرفي نقيض واسع ومتعدد الأوجه. بينما يعتمد الأول على البرمجة والخوارزميات، يستند الأخير إلى التجارب الشخصية والتطور البيولوجي. رغم الاختلافات الجذرية هذه، هناك نقاط تقاطع مثيرة للاهتمام حيث يمكن للمرء دراسة كيفية تعامل كل نوع من أنواع الذكاء مع التعلم والاستدلال واتخاذ القرار.

فيما يتعلق بالتعلم، فإن الشبكات العصبونية الصناعية في AI قادرة على التعلم من خلال البيانات الكبيرة، وهو أمر يشابه كيف يحصل البشر على المعرفة عبر التجربة والملاحظة. ولكن هذا النوع من التعلم لدى الإنسان يأتي مصحوبا بتفسير ذاتي عميق للعواطف والعلاقات الاجتماعية التي غالبًا ما تكون خارج نطاق قدرات AI الحالية.

استخدام الاستدلال

بالنسبة للاستدلال، يتميز البشر بقوة استثنائية في ربط المعلومات المتباعدة وإنشاء روابط جديدة لم تكن موجودة سابقا - وهو ما يعرف بـ 'الإبداع'. هذا الأمر أقل وضوحا في مجال AI الحالي الذي عادة ما يعمل ضمن حدود خوارزميات محددة ومبرمجة بطريقة دقيقة للغاية.

أخذ القرار

وعندما ننتقل إلى اتخاذ القرارات، يلعب العوامل الواعية مثل القيم والأخلاق دور رئيسي في صنع القرار البشري. لكن حتى الآن، تفتقر معظم أنظمة AI لهذه القدرة الفلسفية والفكرية، مما يعني أنها تستطيع تحليل البيانات لاتخاذ أفضل قرار بناءً عليها ولكنها غير مجهزة للنظر في الضرر المحتمل أو العدالة الاجتماعية.

وبالتالي، رغم التقدم الهائل الذي حققه الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يزال بعيدا عن تحقيق ذروة القدرات الإنسانية عندما يتعلق الأمر بفهم السياقات الثقافية والمعقدة للحياة اليومية. إن فهم وفهم هذين الجانبين المختلفين للذكاء سوف يساعدنا على تطوير أنظمة أكثر ذكاء وكفاءة مستقبلا.