- صاحب المنشور: هيثم الدين بن الطيب
ملخص النقاش:
لقد اجتاح الذكاء الاصطناعي (AI) مختلف جوانب الحياة الحديثة، وكان للتعليم نصيب كبير منه. تُظهر هذه الثورة التكنولوجية وعدًا هائلاً بتقديم تجارب تعلم شخصية ومبتكرة، مع معالجة بعض تحديات النظام الحالي بشكل فعال. ومع ذلك، فإن دمج AI في قطاع التعليم يطرح أيضًا مجموعة من القضايا الأخلاقية والعملية التي تستحق الفحص الدقيق.
الفرص:
- التعلم الشخصي: يمكن لـ AI تحليل وتقييم نقاط قوة كل طالب وضعفه لتوفير خطط دراسية مخصصة تتلاءم مع احتياجات التعلم الخاصة به. وهذا يشمل توزيع المواد الدراسية والمهام بناءً على سرعة تعلم الطالب واستيعابه للمحتوى، مما يؤدي إلى زيادة كفاءة العملية التعليمية وبالتالي تحقيق نتائج أفضل.
- إمكانية الوصول: تعمل تقنيات AI على توسيع نطاق التعليم لأولئك الذين قد يكون لديهم قيود جغرافية أو مادية أو حتى صحية تثنيهم عن الحضور التقليدي للفصول الدراسية. عبر المنصات الرقمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، يستطيع الأطفال والشباب الحصول على التعليم بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو ظروفهم الشخصية.
- تدريب المعلمين: توفر أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين رؤى عميقة حول تقدم طلابهم وأساليب تدريس فعالة بناءً على بيانات الأفراد داخل الفصل الدراسي الخاص بهم. هذا ليس فقط يساعد في تطوير مهارات التدريس ولكن أيضا يحسن بيئة التعلم الشاملة لفائدة الجميع - المعلم والمتعلم على حد سواء.
- تقليل عبء العمل الإداري: يتيح استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في إدارة الوثائق والإشراف اليومي للإدارة المدرسية وقتا أكبر للمعلمين لممارسة وظيفتهم الأساسية وهي تدريس الطلاب مباشرة وليس الانشغال بالأعباء الروتينية الهائلة لإدارة المدارس الكبيرة والأعداد المتزايدة من الطلاب سنويا.
التحديات:
- الأمن والخصوصية: عندما يتم جمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية (معلومات الطلاب والمعلمين والمعرفة المكتسبة)، فإنها تصبح هدفاً جذاباً لجهات خارجية غير موثوق بها تهدد خصوصيتها وأمانها. لذلك، هناك حاجة ماسة لتنظيم تشريعات جديدة لحماية هذه المعلومات ذات الطبيعة الحساسة التي تجمعها وأنظم الذكاء الصناعي وسائل الإعلام المساندة لها .
- المساواة العادلة: إذا استخدم نظام الذكاء الاصطناعي بيانات متحيزة تاريخيًا لتحل محل القرار البشري مؤقتًا خلال عملية صنع القرار, فقد يعزز بالفعل هذه التحيزات الموجودة سابقًا ويؤثر سلبياً على فرص التعلم لدى الأقليات والجماعات المهمشة ضمن المجتمع الواسع الأمر الذي يؤدي للحصول علي فرصه أقل وليست متوازنه مقارنة بالمجموعة الأخرى والتي تعتبرأكثر تميزًا بالصفات المرغوب فيها حسب التصنيف السابق لنظام الآلات الالكترونية المبنية عليه ذكائها الداخلي فالعدالة الاجتماعيه هنا هي المفتاح الذي يكفل عدم تعرض المستقبل بأجياله الجديدة لاحتمالات فجوة فكرية بين طبقات الشعب المختلفه نتيجة وجود مثل هذة التركبات الثقافية والعمرانية الغير عادله بالحسبان منذ القدم !
- **مهارات حياة القرن الـ٢١*:تشكل تكنولوجيا الكمبيوتر حجر أساس العديد من مجالات عمل المستقبل لكن بدون فهم مفاهيمي عميق لدور الإنسان وسط عالم مليء بالتكنولوجيا الرقميه سوف نواجه واقعا جديداً حيث يصبح جل المستخدمين مجرد مستخدمين خاملين للتطبيقات المعلومه بإستخدام العنصر الاساسي وهو "الإنسان". إن تخطي مرحلة الاعتماد الزائد علي آلات آلية هو المدخل الأمثل لمزيد من نجاح مساعي الجميع نحو إحداث ثوره معرفيه شامله تضمن حق الشعوب الأكثر فقراً بالعيش الكريم وعيش حياة كريمة بلا قهر ولا ظلماً كما وعد الله سبحانه وتعالى قوله عز وجل : ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)) سورة العنكبوت /آية69).