تعتبر التلبية "لبيك اللهم لبيك" جوهر مراسم الحج، وهي دعوة تؤكد على عبادة الله بوحدته وخلوته.
عندما يحلق الحاج رأسه عند ميقات دخوله إلى أشهر الحج ويردد هذه الكلمات، فهو يعبر عن ارتباطه بالأرض والسماء عبر التسبيح والتمجيد سبحانه وتعالى.
تشرح كلمة "لبيك" عدة معانٍ؛ فهي تأتي ردًّا بالإيجاب والتأكيد المستمر للإلتزام بطاعة الله ونقل القلب إليه.
وفي ذلك امتزاجٌ بين الحب والفداء والعطاء بلا حدود -كل ذلك تقديمه لحب الرحمن جلَّ وعلا.
كما تضمنت عبارة "الحمد والنعمة لك"، اعترافًا بأنه المصدر الوحيد لكل نعم الدنيا والآخرة وأن ملكوت العالمين يرجع لمالك الملك المؤتي السلطنة لمن يشاء.
وبذلك يستشعر المسلم خلال رحلة الحج روابط الروحية الوثيقة مع المحيط الخالق الرحيب.
وقد ورد حديث نبوي يفسر توسيع هذا التواصل ليشمل حتى الجمادات!
يعكس مشهد التلبية وحدانية الدين الإسلامي الجامعة للحياة البشرية بما فيها التجليات الطبيعية، مما يجسد رؤية متكاملة للعالم باعتباره منظومة واحدة تحت يد رب واحد.
إنها رسالة نبيلة تُلهم النفوس نحو التقرب المتجدد لبارئ البرايا.
الفقيه أبو محمد
17997 Blog indlæg