يشهد يوم عاشوراء مكانة خاصة في الإسلام، حيث حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على صومه احتراماً لهذا اليوم العظيم الذي نجا فيه موسى عليه السلام وقومه وغرق فيها فرعون وقومه.
يشجعنا الرسول الكريم على استثمار فضيلة هذا اليوم بتطهير نفوسنا وصرف انتباهنا عن ملذات الدنيا وتذكر نعم الله علينا.
وفي حين أنه لا يوجد دليل قطعي على أن صوم يوم عاشوراء يمكن أن يغفر جميع الخطايا، بما في ذلك الكبائر، إلا أن هناك توافق بين العلماء على أن هذا الصيام يمكن أن يكفر الخطايا الصغيرة أو الصغيرة جدًا.
يقول الإمام النووي: "إن صيام يوم عرفة يكفر سنتين"، بينما "يكفر صوم يوم عاشوراء سنة واحدة".
بالإضافة إلى ذلك، إذا صادف طهر المؤمن نفسه مع توقيت تأمين الملائكة، فإن الله قد يغفر له ما تقدم من خطاياه.
لكن يجب التنويه أن هذه الفضائل تقتصر عموما على المغفرة للذنوب الصغرى وليس الكبيرة منها.
لتكفير الذنوب الأكبر، ينصح بالتوبة الخاصة والاستقامة الدائمة.
كما يؤكد علماء الدين مثل الشيخ ابن تيمية أن أدوات التطهير الروحية مثل الوضوء والصلاة والصيام - بما في ذلك صيام رمضان وعيد الأضحى وعاشورا- موجهة أساساً نحو تعزيز التقرب من الله والتخفيف من الثقل الأخلاقي الناجم عن الذنوب الأصغر حجمياً.
ختاما، إن الانخراط في عبادة مثل صوم يوم عاشوراء ليس فقط طريق للتكفير التدريجي عن الذنوب ولكن أيضاً وسيلة عظيمة لتعزيز علاقة أقوى بالإله والشعور بالارتباط التاريخي للإسلام.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات