"توضيح حديثي "بعث جهنم" وأعداد الأحياء يوم القيامة: بين التشابه والتوافق"

وفقاً للسنة النبوية التي أوردها الإمام البخاري، هناك أحاديث متعددة تتعلق بأعداد الناس المتبقين بعد الفصل الكبير يوم القيامة. وفق الحديث الأول، سيخرج م

وفقاً للسنة النبوية التي أوردها الإمام البخاري، هناك أحاديث متعددة تتعلق بأعداد الناس المتبقين بعد الفصل الكبير يوم القيامة.
وفق الحديث الأول، سيخرج من كل مائة تسعة وتسعين شخصاً للعذاب، بينما يشير الحديث الآخر إلى وجود واحد حي لكل ألف أشخاص.
وقد استند العلماء إلى عدة تفسيرات لتجميع هاتين الروايتين معًا: 1 - إنّ الفكرة حول أرقام محددة ليست ذات أهمية؛ فهذه مجرد طريقة للتأكيد على نسبة صغيرة نسبياً للأحياء مقارنة بالأموات.
2 - يمكن النظر إلى الحديث الأخير باعتباره عاماً شاملاً لجميع أبناء آدم باستثناء يأجوج ومأجوج، وبالتالي سيكون من كل ألف فرد واحد داخل نار جهنم.
أما بالنسبة لأبي هريرة فقد كان حديثه خاصاً بالذين ليسوا من قبيلة يأجوج ومأجوج، وحيث أنه يُقال بأن منهم أيضاً بعض أهل الخير، فإن العشرة الموجودة في حديثه قد تشير إليهم.
3 - الاحتمالية الأخرى هي أن تكون عملية الفرز تتم مرتين.
الأولى حيث يتم اختيار واحد فقط من كل ألفي شخص ليذهب للجحيم، والأخرى عندما تصبح تلك العملية خاصة بتلك الأمة وحدها بمعدل عاشر الواحد.
4 - بالإضافة لذلك، ربما يشير مصطلح "بعث النار" هنا بشكل أكثر تحديداً للإشارة لكافة الملحدين والدخول المحتمل لنوع مختلف من الخطاة ضمن هؤلاء التسعة والتسعون الآلاف.
بهذا القدر من التفسيرات المختلفة، تمكن علماء الدين من الجمع بين هذه الأحاديث رغم اختلاف الأرقام الظاهرة فيها.

الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات