الكلمة المباركة "الفتنة" تُستخدَم بشكل متعدد المعاني في النصوص المقدسة حسب السياق.
فهي قد تعني اختبار الإنسان وإمتحانَه، مثل قوله سبحانه وتعالى "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ".
وفي حالات أخرى، يمكن أن تشير إلى امتحانات الحياة التي تمر بنا، سواء كانت سعيدة أم محزنة؛ إذ يقول الله عز وجل: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۖ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (آل عمران: ١٤٢).
وفي مواقف أخرى، تصبح الفتنة مصطلحاً للإشراك بالله، كما بيِّن ذلك القرآن الكريم في سورة البقرة عندما نصح النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً:"وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله".
وتختلف الفتنة أيضا بحسب أفعال الأفراد وسلوكهم، ففي حالة المنافقين نقرأ فى سورة الحديد:" ولكن كنتم أنفسكم فتانون".
أي أنكم أدخلتم انفسكم في النفاق بسبب ارتكاب الذنوب والمعاصي.
كما تطلق كلمة "الفتنة" أيضًا على اضطهاد المؤمنين ومحاولة تعطيل إيمانهم، وتكون علامتها واضحة حين يشعر المسلم بنقص الثقة وانعدام الطمأنينة نتيجة لتشتيت تركيزه الديني.
بالإضافة لذلك، تحمل الفتنة connotations للقهر والاستعباد والخوف الذي يجبر المرء على الاعتقاد بخطة غير معتقداته الشخصية.
ومن الجدير ذكره أن المصطلح يستخدم أيضاً ضمن السياقات المتعلقة بالحرب والحروب الداخلية والدائرة داخل المجتمع الواحد والتي تؤدي إلى الفرقة والتسبب بالأذى للمؤمنين.
وفي خاتمة المطاف، فنحن أمام مجموعة متنوعة وشاملة جدًا من المعاني تحت مظلة واحدة هي "الفتنة"، وهذه التنويعات تحدد بتدرج دقيق وفقًا لسياق كل آية وكيفية استخدامها ضمن القصص القرآني المختلفة.