على مر القرون، شهدت قارة أستراليا العديد من المحاولات للاستكشاف والمراقبة من قبل الأوروبيين. رغم الاعتقاد الشائع بأن العالم البحري البريطاني الشهير، جيمس كوك، هو المكتشف الرسمي لقارة أستراليا، إلا أن الواقع أكثر تعقيدًا. فقبل وصول كوك، كانت هناك محاولات عديدة قام بها مستكشفون آخرون، خاصة الهولنديون الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ استكشاف أستراليا.
بدأت قصة اكتشاف أستراليا مع بداية عصر الاستعمار الأوروبي والتوسع التجاري نحو آسيا والمحيط الهادي. كانت شركات مثل شركة الهند الشرقية الهولندية نشطة بشكل كبير في جنوب شرق آسيا وجزر الهند الشرقية التي نعرفها الآن بإندونيسيا. كان هؤلاء التجار يبحثون دائمًا عن طرق تجارية جديدة ومستوطنات محتملة. وبفضل ذلك، أصبحوا أول من اقترب من ضفاف أستراليا.
وفي العام ١٦٠٦ ميلادي، قاد الملاح الهولندي ويليام دانزون سفينة "Duifken"، لتكون بذلك أول سفينة اوروبية ترسو على سواحل غرب أستراليا، تحديدًا قرب ما يعرف اليوم بشبه الجزيرة الشمالية الغربية لكوينزلاند. ورغم أنه لم يكن يقصد الوصول إليها عمدًا، فقد سجل جزءًا صغيرًا من تلك السواحل الجديدة. أما القائد التالي للهولنديين فهو يوهانس هارمينتز فان سبرويجن الذي رسى بالقرب من بريسبان عام ١۶۱۳م.
ثم جاء دور أبيل تسمان، وهو أحد أشهر المستكشفين الهولنديين والذي يرجع له الفضل في رصد تسمانيا التي سميت باسمه لاحقًا -تُعرف أيضًا بتاسمانيا-. كما أسما الجانب الغربي لأستراليا باسم نيو هولندا.
لكن الدور الأكثر شهرة يعود لجيمس كوك عندما انطلق برفقة HMS Endeavor بين سنة ١٧۶۸ إلى ۱۷۷۰، تحت راية الملك جورج الثالث لبريطانيا لإجراء دراسات علم الفلك والجغرافية أثناء رحلته حول العالم. وخلال مهمته، اصطحب معه رسامي الخرائط والعلماء لدراسة المنطقة واحتمالات الاستيطان البريطانى فيها. وفي مايو ١۷۷۰م، هبط كوك وطاقمه فى منطقة خليج بوسطن شرقي سيدنى الحديثة ليعلن بدوره احتلال بريطانيا لها وإنشاء قاعدة بحرية فيها تدعى "نوفا هيلنس". هذا الحدث غالبًا ما يُشار إليه باعتباره لحظة رسمية للاختراع البريطاني للأرض. ومع ذلك، فإن تأثير المخابرات البحرية البريطانية سابقاً لم يشكل تغييراً جذرياً فيما فعلوه مستخدمين بالفعل الأرض والأبحاث والاستنتاجات التي جمعوها سابقا الهولنديون وغيرهم من المسافرين من مختلف الأعراق والجنسيات المختلفة ممن مروا عبر هذه المناطق منذ قرون طويلة مضت قبل ظهور الاسم "أستراليا" الحالي للدلالة علي المكان .
هذه بعض الحقائق المثيرة بشأن اكتشاف استراليا والتي تشير إلي أنها ليست ثمرة عمل شخص واحد فقط بل تأتي نتيجة مجموعة مشتركة للإنجازات البشرية المبكرة .