في الحديث القدسي, يؤكد القرآن الكريم وحياة الروح لدى المؤمنين بأن الأنبياء، رغم موتهم جسديًا حسب مقاييس الحياة البشرية, هم أحياء روحياً أمام الله عز وجل.
هذا ما أكده النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".
وقد ظهر هذا الحيوي الروحي للأنبياء خلال سفر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليلاً إلى بيت المقدس والمعرفة التي اكتسبها هناك.
أثناء هذه الرحلة المذهلة، صلَّى العديد من الأنبياء الذين سبقوه خلف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مسجد القدس.
ومع استمرار السفر نحو السماوات العليا، التقاهم مرة أخرى بعدة أشكال؛ أي بصورة أرواحهم المصوّرة بشكل أجسام مادية بينما كانت أجسادهم الفعلية مدفونة تحت التراب.
يعد المسيح عيسى والنبي إدريس من الاستثناءات حيث عاشا حياة خاصة لم تنطبق عليها الأعراف المعتادة للوفاة والجسد النهائي.
تجدر الإشارة أيضًا إلى نزول المسيح المنتظر أثناء نهاية العالم بالقرب من دمشق للمشاركة في محاربة الدجال وتعزيز العدالة قبل يوم القيامة الكبير.
وبالتالي، وبينما كانوا يصلون خلف رسول الله في القدس ومن ثم قابلونه لاحقا في السماوات، فهذا لا يشكل تناقضا لأن طبيعتها الغيبية تسمح بمواقف متزامنة ومعقدة خارج حدود المكان والزمان كما نعرفهما.
إنها رؤية تقديس لأرواح أولئك الذين اختارهم الرب لقادة شعبه عبر التاريخ الإنساني.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات