في سياق الحديث حول تصريح بعض المسلمين بأن "كلنا أبناء الله"، يتميز هذا الادعاء بضعفه القانوني المستقى من الحديث الضعيف "الخلق كلهم عيال الله".
يجب التنبيه هنا أنه بناءً على فهم المحتويات الدينية، هناك ثلاثة احتمالات رئيسية لهذه العقيدة:
1- إن كانت البنوّة تعبر عن الفقر والاحتياج سبحانه وتعالى، وهي طريقة مقبولة لاستخدام هذا المصطلح ضد النصارى الذين ادّعوا نفس الشيء بشأن يسوع، فلا ضرر فيها طالما أنها تستخدم بغرض دحض معتقدات خاطئة فقط.
إلا ان استخدام هذه الكلمة خارج هذا السياق يمكن أن يؤدي الى اللبس والمعاني الباطلة.
2- أما إذا قصد الشخص بأن البشر كافة هم بالفعل ابناء الله بالنفس المتعال، وهذا مشابه تماماً لأعتقاد النصارى فيما يتعلق بالمسيح، فهو أمر يعد شركاً أكبر بكثير ممّا لدى النصارى أنفسهم.
3- كذلك ربما يشير البعض عندما يقول "جميعنا ابناء الله" انه يعني انه لا يوجد فرق بين المؤمن والكافر أمام الرحمة الربانية، مما يؤدي لدينا حالة مرتدة لأنه ينافي التجريم الشرعي للإلحاد وجرائمه.
4- بالإضافة لذلك، حتى لو تم استخدام مصطلحات الشريعة مثل "اخوان" بالتوسعة الواسعة تشبيها بالسلالة الإنسانية العامة تحت اسم الآباء المشترك 'الله'، فهي غير صحيحة شرعا, حيث لاتوجد اخوية بين مؤمن ومشرك قط.
وفي النهاية، يحذر الفقهاء المسلمين من استعمال مثل تلك التعابير التي يمكن ان تؤتي نتائج خطيرة تلحق الضرر بإسم الذات القدوس وتمزيقه.
فالاحكام الخاصة بوحدانية الاسماء والصفات يجب ان تتخذ مكانا خاصا وسط الاجواء الاسلامية حرصا منهم علي سلامته محفوظة بشكل كامل بلا اي خدوش او تجاهات ظنية ممكن حدوثها بسبب التفريط والسلوكية الغير مدروسة للألفاظ المستخدمة خصوصا حين يكون لها ارتباط وثيق بمفهوم الوحدة والفردية الخاصة برب العالمين عزوجل.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات