أعجوبة العصور القديمة: الآثار الرومانية الباقية في فلسطين.

تعدّ فلسطين واحدةً من أكثر البلدان ثراءً بتاريخها وتراثها الثقافي الغني، والذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى الحاضر. ومن بين هذه الحقبة الرائعة ال

تعدّ فلسطين واحدةً من أكثر البلدان ثراءً بتاريخها وتراثها الثقافي الغني، والذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى الحاضر. ومن بين هذه الحقبة الرائعة التي تركت بصمة واضحة هناك هي الفترة الرومانية. رغم مرور قرون طويلة منذ زمن روما، إلا أنّ العديد من المواقع الأثرية تعلن بشموخ عن تفاصيل تلك الحياة الفريدة.

كانت منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية كبيرة بالنسبة للإمبراطورية الرومانية بسبب موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية. بدأت النفوذ الروماني على المنطقة خلال القرن الثاني قبل الميلاد تحت حكم يوليوس قيصر وبعد ذلك أغسطس. شهد هذا الوقت بناء مدن جديدة وإنشاء طرق تجارية وشرايين اتصال تربط مختلف مناطق الإمبراطورية. وبالتالي فإن آثار المدن مثل سيرابيوم (بيت لحم) وكابيتولارديس (الكرك) وجيرتشا (جرش بالأردن ولكن لها ارتباط تاريخي بفلسطين) تعد شواهد حيّة لتلك الحقبة الزاهية.

بالإضافة للمدن نفسها، يمكن رؤية التأثير الروماني الواضح في الهندسة المعمارية والمباني الدينية المنتشرة عبر البلاد. مثال بارز على ذلك هو القصر الروماني القديم في طبريا، وهو واحد من الأعجب المباني المحفوظة جيداً والتي تحمل بصمة فن العمارة الرومانية. كما لعب المسرح الروماني دور هام أيضاً حيث كان يستخدم لأداء الأعمال المسرحية والمعارض العامة والاحتفالات الرسمية.

مع تقدّم القرون وأحداث التاريخ المتلاحقة، فقد الكثير مما كانت عليه فلسطين سابقاً لكن جزءاً كبيراً منها ظلَ محتفظاً بتراثه الثمين. وهذه العلامات الجلية للحضارة الرومانية تشكل شاهد حقيقي على الانتماء لهذه الأرض الطيبة واستمراريتها عبر الزمن.


داوود الزناتي

20 مدونة المشاركات

التعليقات