جزيرة المتاحف: جوهرة ثقافية عالمية تحتضن أسرار الماضي

تعد "جزيرة بيوك أدا" مرادفا للحضارة والثقافة، حيث تضم مجموعة استثنائية من المتاحف والمعالم الأثرية التي تجمع بين روائع الفن والأدب عبر حقب زمنية مختلف

تعد "جزيرة بيوك أدا" مرادفا للحضارة والثقافة، حيث تضم مجموعة استثنائية من المتاحف والمعالم الأثرية التي تجمع بين روائع الفن والأدب عبر حقب زمنية مختلفة. تقع هذه الجزيرة الاستثنائية في قلب مدينة برلين، تحديدا بالقرب من نهر سبراي في منطقة ميتة. تُعتبر واحدة من مواقع التراث العالمي وفق تصنيف اليونسكو عام ١٩٩٩، وذلك تقديرا لقيمتها الثقافية والفنية الفريدة والتي تكشف عن جوانب متنوعة للتاريخ البشري.

تشتهر الجزيرة بخمسة متاحف بارزة تحمل كل منها طابعها الخاص وتعكس تنوع التراث الإنساني. يأتي متحف بيرغمون في مقدمة هذه المؤسسات الثقافية الرائعة، والذي بدأ بناؤه خلال الفترة 1912 - 1930 بإشراف المهندس المعماري المخضرم لودفيغ هوفمان. يحظى المتحف بشهرة واسعة لما تحتويه أجنحته من كنوز أثرية نادرة ومدهشة؛ بدءا من الهيكل البرغاميوني المكتشف في تركيا عام ١٨٧٨ وانتهاءً بالبوابة الشهيرة لعشتار بالإضافة إلى واجهة مدخل الملك نبوخذ نصر الثاني وعرض رائع لشارع مواكب بابل الملون الجميل. وبابه الروماني التقليدي ذو الشهرة الواسعة أيضا جزء هام مما تجده هنا.

أما بالنسبة لمتحف بودا فهو مركز جذب آخر للأجيال الناشئة محبي الآثار حيث يتم عرض تشكيلات عظيمة لأعمال منحوتات حضارات عدة بما في ذلك مصر والعراق واليونان وروما وغيرها مما جعله وجهة مثالية لكل سائح يرغب باستكشاف مسيرة تطور البشرية بصورة شمولية ولافتة للأنظار. أما فيما يلي فهناك متحفين جديران بالتوقف لدينا –هما المتحف الجديد والمكتبة الوطنية-. إذ تم البدء بتشييد أول مبنى للمتحف الحديث سنة ١٨٤١ ولكن تمت إعادة تأهيله وصيانته مؤخراً واستغرقت تلك العملية حوالي عقد كامل (بين الأعوام ١٩۹۹ و۲۰۰۶) وشهدت إضافة أقسام جديدة ضمت قسم خاص بالأثار الفرعونية وكذلك الاكتشافات الأنثروبولوجية الأولى للإنسانية وجسد هذه الاضافات مجسداً لرأس ملكة الوجه البحري نفرتيتي. بينما يتضمن مبنى المتحف الأكبر تراث المنطقة شمال البحر الأبيض المتوسط ​​بشكل عام يشمل المستويات الدنيا للعصور القديمة حتى تواريخ حديثة.

وفي مقابل ذلك فإن المبنى الأكثر رسوخا هو "المتحف القديم"، وهذا ليس فقط بسبب طراز تصميماته الأوروبي الكلاسيكية ولكن أيضًا لأنه كان أول مكتبة عامة داخل حدود الدولةالبروسية سابقًا فضلا عمّا يستقطبه من ثراء المواد المعروض بها ومن أهميتها النادرة سواء كانت ذهبية أم ليست كذلك كون معظم تلك الأعمال ترجع جذورها لكل عصر يوناني ورماني مغاير تمامًا لمنشورات أخواته حديثي الولادة حديثا. ومع مرور الوقت أصبح اسم "جامعة الدول العربية القديمة" رمزًا لتقدم العلم والدراسة الجامعية في ألمانيا وأوروبا الغربية بحكم موقعه المركزي وسط باحات المدينة الرئيسية المؤدية إليها مباشرةً. وهكذا تستمر رحلتك لاستكشاف المزيد عبر الزيارات السياحية لهذه المناطق التي تعد بمثابة خزان معرفي غني بثرائها الثقافي وأوجه التشابه والترابط بالعلاقة الجدلية بين الحاضر وماضي الإنسان السحيق!


أكرم بن معمر

8 مدونة المشاركات

التعليقات