برج إيفل، ذلك المعلم الشهير والمدهش في باريس، ليس فقط رمزاً لمدينة الحب والعشق، ولكنه أيضاً مثال رائع للهندسة والمعمار الحديث. عند النظر إليه، قد تتساءل عن مدى ارتفاع هذا البرج الفريد حقاً. بناءً على البيانات الدقيقة، يصل ارتفاع برج إيفل إلى 324 متراً تقريباً من أسفل أساساته حتى قمة هيكله المعدني الرائع. ولكن، لو أخذنا في الاعتبار الهوائي الراديوي الموضوع أعلى بنيته، فإن الارتفاع الإجمالي يرتفع ليصل إلى حوالي 330 متراً فوق مستوى سطح الأرض.

تم تصميم برج إيفل بواسطة المهندس الفرنسي غوستاف إيفل، وتم بناؤه بين عاميّ 1887 و1899 للمشاركة كجزء رئيسي من معرض باريس العالمي العالمي الكبير آنذاك. وقد كان مشروعاً هندسياً جريئاً ومبتكراً وقتها، مستخدماً النظام الأنبوبي المتعدد الطبقات المصنوع من الحديد المطاوع لتوفير القوة والاستقرار اللازمين للبنية الهائلة. بالإضافة إلى وظيفة عرض الأعمال العظيمة للتقدم العلمي والتكنولوجي خلال فترة القرن التاسع عشر، أصبح البرج منذ البداية معلم سياحي شهير يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بإطلالات خلابة على المدينة الجميلة أدناه.

فيما يتعلق بالوزن، فهو كذلك مثير للإعجاب؛ إذ يشكل كل طبقة من طبقاته الثلاث الرئيسية جزءاً هاماً من وزن البناء العام الذي يصل حوالي 10,100 طن متري - وهو ما يعادل وزناً يُقدر بحوالي الوزن المجمع لمئات الآلاف من الأفراد البشر! رغم كونه ثقيل جداً، إلا أنه مصمم بطريقة ذكية تسمح له بتحمّل الرياح الشديدة التي يمكن أن تهب عبر العاصمة الفرنسية بلا عناء كبير.

على الرغم من الانتقادات الشديدة التي واجهتها فكرة إنشاء مثل هذه النصب العملاق عندما بدأت مرحلة التصميم والبناء لأول مرة، فقد برهن برج إيفل الآن على نجاح وروعة تحفة معمارية فريدة ومعروفة حول العالم. وأصبحت الوجه الأبرز للعاصمة الرومانسية والرمز الرئيسي للموضة والأزياء العالمية أيضًا بسبب استخدامها الواسع كخلفية لكثير من جلسات تصوير المجلات الرياضية والفاخرة المختلفة. إنها ليست مجرد ناطحة سحاب عالية، بل هي قطعة رائعة من التاريخ والفن والثقافة الإنسانية تجمع بين القديم والحديث بكل براعة وإبداع خالص.