تفوح رائحة التاريخ عبر مياه البحر الأحمر اللامعة عند زيارة جزيرة جبل حسان، إحدى التسعين جزيرة مرجانية التي تزدان بها رياحان البحر الأحمر. ولكن ما يميز هذه الجزيرة ليس فقط بساطة جمال الطبيعة الذي تقدمه، بل أيضًا تاريخها الغني والمساهمات التجارية التي قدمتها منذ قرون مضت.
تقع جزيرة جبل حسان ضمن متاهات المحافظة الجميلة لأملج، شرق منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية. ممتدة بطول 6 كيلومترات وعرض 4 كيلومترات، تغطي هذه الجزيرة المساحات بمجموعها البالغ 24 كيلومتر مربع. رغم أنها ليست مأهولة بالسكان حاليًا، إلا أنها تحمل إرثًا ثقيل الوزن يعكس دورها السابق المهم في التجارة والتواصل بين مختلف مناطق الشرق الأدنى القديم.
التاريخ المبكر لهذه الجزر يحفل بتوقيع رومانيين الذين استقرّوا هنا وساروا سفنهم في مياه البحر الأحمر عامرة بالأعمال. لم يكن هذا الاستيطان عبثيًا؛ فصناعة الزجاج الناعم باستخدام مواد محلية مثل الرمال والجزيئات الأخرى الموجودة بكثافة أصبحت جزءًا أساسيًا من الاقتصاد آنذاك. الموقع الاستراتيجي جعل منها مركز نقل حيوي يربط شبه الجزيرة العربية بشقيقه الأوسط -الأردن ومصر-. بالتالي، لعبت دوراً رئيسياً كممر رئيسي للسفن الراغبة في الوصول إلى هذه الدول الهامة.
أما بالنسبة للتسمية والأصول الملكية، فالروايات الشعبية تق say إنها مستمدة من قبيلة "الحساسنة" المرتبطة بتاريخ جهينة العريق. بالإضافة إلى ذلك، هناك شائعات تشير إلى ملكية أمراء آل سعود الحاليين لهذه القطعة الخاصة من الأرض الثمينة.
على الرغم من عدم احتوائها على غطاء النباتي بسبب طبيعة صخورها الكلسية الجرداء، تعد الحياة البرية والمياه حول الجزيرة ثروات حقيقية تستحق المشاهدة. تنمو الشعاب المرجانية بشكل كثيف داخل وخارج المياه الضحلة، مما يجذب أنواع عديدة نادرة من الأسماك والحياة البحريّة المختلفة. علاوة على ذلك، تحتوي الجزيرة على العديد من الآبار الجديرة بالذكر والتي تحتوي على مياه عذبة صالح للاستخدام البشري.
إن رحلتك نحو جزيرة جبل حسان لن تكون مجرد مغامرة بحرية جميلة؛ فهي أيضًا فرصة فريدة لاستكشاف جزء مهم جدًا من التراث والثقافة الوطنية السعودية والخليجية عمومًا.