يمكن اعتبار السحر والعين من بين أكبر الاختبارات التي تواجه المسلم؛ حيث تؤثر بشكل عميق على عقله وقدراته وحركاته.
وفي حال الصبر أمام هاتين المحنة، يعد الفرد مؤهلاً لتحقيق أجر كبير حسب الدين الإسلامي.
فعندما تعرض امرأة اسمها "امرأة السوداء" لسهام عين وسحر تحت إدارة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، اختارت المرأة الصبر مقابل الحصول على الجنة.
وهذا يشير إلى أن تحمل المرء لهذه التجارب بإيجابية هو الطريق نحو المكافآت الأخروية.
غير أن الألم الجسدي، والخسائر المالية، وغيرها من العقبات ليس مجرد تجارب مؤسفة فقط.
إنها أيضا فرص للتطور الشخصي والحصول على الأجر.
لقد أكد القرآن الكريم على أهمية التزام الصبر والاستسلام لإرادة الله أثناء الشدة في الآيات التالية: ".
.
.
بشِّروا الصَّابِرين .
.
.
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
.
.
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
" (البقرة 155-157).
وفي حديث نبوي آخر، وصف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حالة المؤمن بأنه "عجبا"، موضحا أنه يستفيد مهما حدث له سواء خيرا أو شرا.
فالابتلاء دليل للحب الإلهي لأنه مثل الدواء الذي رغم مراره إلّا انه صالح للإنسان الذي يحترمونه ويتبع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بتناول الأدوية.
وهكذا، فإن قبول مشيئة الرب وتقبل ما قدره الله لنا يعتبر علاجا نفسيا فعالاً ضد الأحزان والصدمات اليومية.
وقد ذكر العالم الشهير حسن البصري بأن المتاعب القدرية غالبا ترتبط بالإنجازات والتخلص منها، وأن الأمور المحببة لنفس المرء قد تكون سبب الهلاك.
لذلك، يجب عدم النفور من تلك التجارب لأن فيها نعمة جزئية كبيرة وهي اكتشاف مدى قرب ارتباط المسلم بخالقيه وكيفية التعامل مع تحديات الحياة بصبرا واحتمالا.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات