"حساب الكافر يوم القيامة: الإثم والإدانة على أعمال الدنيا"

في الإسلام، قد يبدو الأمر غريباً حول كيفية محاسبة الكافر على الأعمال التي لم يكن ملتزماً بها شرعياً خلال حياته الأرضية. ومع ذلك، يشرح علماء الدين مثل

في الإسلام، قد يبدو الأمر غريباً حول كيفية محاسبة الكافر على الأعمال التي لم يكن ملتزماً بها شرعياً خلال حياته الأرضية.
ومع ذلك، يشرح علماء الدين مثل الشيخ محمد بن عثيمين أن الكفار رغم عدم إلزامهم بتعاليم الشريعة الإسلامية، إلا أنهم مطلوب منهم أداء هذه التعاليم والمسؤول عنها يوم القيامة.
الدليل على ذلك يأتي من القرآن الكريم نفسه: "قالوا لم نكن من المصلين ولم نكن نطعم المساكين (.
.
.
)".
وهذا يعني أنهم سيُسألون عن تركهم لصلاة وتغذيتهم للمحتاجين.
كما يدل كلام الله -سبحانه وتعالى-: "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جُناح فيما طعموا.
.
.
" على أن الكفر سيكون مسؤولاً عن استخدامه لما رزقه الله فيه حيث لم يقم بدوره كمؤمن صالح.
ومن ثمّ، يُعتبر حساب الكافر مختلفاً نوعياً عن حساب المؤمن.
بينما يتمتع الأخير بحياة خاصة مع الخالق يقر فيها بذنبته قبل الغفران النهائي، فإن حساب الكافر يكون أمام الجميع وخزياناً نتيجة لأعمال الذنب الواضحة والمعروفة.
وفي نهاية المطاف، لن تتم حماية الكافر بسبب عدم التأديب القانوني بالعالم السفلي كما جاء في الحديث: ".
.
.
أنا أغفرها لك اليوم"، ولكنه سوف يفقد فرصة الرحمة المتاحة فقط للمؤمنين بإرادتهم الحرة.
بهذه الطريقة، وعلى الرغم من اختلاف الظروف البشرية والقانونية بين المؤمن والكافر، يبقى الأساس الرئيسي للحساب واحداً وفق تعاليم ديننا الإسلامي: رضا الله وتحقيق رضاه سواء بالحفظ والسلامة عند الموت أو بعقاب وسخط أثناء الانتظار للقضاء النهائي.

الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات