عنوان الحكم لابي الفضل بن محمد بن علي بن الحسين البستي هو أحد أشهر الأشعار العربية التي تعكس حكمة وعبرة عظيمة. هذا الشاعر العظيم, المعروف أيضا باسم "أبو الفنار", ترك لنا تراثا غنيا مليئاً بالحكم والمواعظ عبر شعره الجميل. ومن بين هذه الأعمال الرائعة تأتي قصيدته "عنوان الحكم".
تتناول القصيدة مجموعة متنوعة من المواضيع بما في ذلك الحياة والموت والحب والحكمة والعدالة وغيرها الكثير. يبدأ المتحدث بتقديم نفسه كشخص يسعى للحصول على حكم وحقيقة مطلقة. ثم ينطلق في استعراض التجارب الإنسانية المختلفة والتحديات التي تواجه الإنسان خلال رحلته عبر الحياة.
في الجزء الأول من القصيدة، يستعرض أبو الفتح مراحل العمر المختلفة بدءاً من الطفولة وحتى الشيخوخة، مؤكداً على طبيعة الحياة الزائلة وكيف يمكن للزمن أن يعجل بانحسار قوة الإنسان وجاذبية شبابه. هناك أيضاً حديث عميق حول قضايا الموت والخلود الروحي للإنسان بعد الرحيل المادي.
وفي النصف الثاني من القصيدة، يشير إلى أهمية التعلم والبحث عن الحقائق الدينية والأخلاقية. يدعو القراء لمراجعة معتقداتهم واتباع طريق الهداية والإرشاد نحو العدالة الاجتماعية والمحبة الخالصة لله سبحانه وتعالى.
إن رسائل الحب والشوق الموجودة ضمن هذا العمل الأدبي تكشف عن الجانب الرقيق لشعر أبى الفتح وهو ما يعد متفرداً ومميزاً بالنسبة لسواه ممن كتبوا الشعر العلماني فقط. فعبر حب الوطن والعشق الحقيقي والوفاء للأحباء يعبر الشاعرعن مشاعرة الإنسانية الغنية بكل بساطة وصدق.
ختاماً، تعدّ "عنوان الحكم" تحفة فنية أدبية رائعة تعكس رؤية واضحة لعالم البشر وآمالهم وهمومهم. إنها دعوة للاستماع الداخلي واستدعاء ذكريات الماضي والاستعداد للمستقبل بإيجاز عقل وفكر يقظين دائماً. وبالتالي، فإن فهم ومعرفة المزيد عن أعمال مثل هذه ستساعد القراء الحديثون على اكتساب رؤى ثاقبة حول تاريخ وثقافة العالم العربي بشكل عام وأدبهما تحديداً.