في هذه الفتوى، نوضح موقف الإسلام من زواج الشخصين الذين ارتكبوا الفاحشة قبل ارتباطهما الرسمي. يؤكد الشيخ أحمد بن محمد بن علي الغامدي أن التوبة الصادقة هي مفتاح قبول الأعمال عند الله عز وجل. بالتالي، فإن البكاء والاستغفار والصلاة والاعتراف بالخطيئة وعدم الرغبة في تكرارها يعد جزءاً أساسياً من عملية التوبة الكاملة.
يشجع الدين الإسلامي على عدم اليأس من رحمة الله الواسعة والقوة التي يمكن أن تكون فوق حدود الظلم والمصائب المؤلمة في الدنيا. كما يشمل القرآن الكريم والأحاديث النبوية العديد من الآيات التي تشجع على التوبة وتحذر من القنوط من الرحمة الربانية. مثال ذلك قوله جل وعلا في سورة الزمر " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله"، وقوله أيضا في سورة الفرقان " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات".
ومن الضروري بيان أهم نقطتين هنا: الأولى هي ضرورة قطع أي رابط بين الخطيئة والعقوبات مستقبلية المحتملة. فالالتزام بالإسلام الحقيقي يعني فتح باب التغيير والإصلاح أمام الجميع بغض النظر عن الماضي. والثانية تتعلق بالأطفال؛ فالإنجاب ليس عقوبة وإنما نعمة كبيرة يمكن تقديسها عبر التربية الصحيحة للأطفال وفق التعاليم الإسلامية. بشكل عام، يجب التركيز على بناء حياة جديدة قائمة على الحب المتبادل والخوف المشترك من الله بدلاً من الخوض في مخاوف غير منطقية بشأن العقوبة المنزلية.
وفي النهاية، يتم دعوة الطرفان لتقديم المزيد من العمل الصالح والتضرع لله للحصول على البركة والرزق بالحياة الجديدة والسعادة الأسرية المستدامة.