في الحديث الشريف، يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على قبراوين وعزا سبب معاناة سكانهما إلى سوء سلوكهما في الحياة الدنيا -عدم الاحتشام وعدم حفظ اللسان-. ثم قام بتغطيتهما بجريدة رطبة، متضرعا أن يخفف الله عنهما العذاب مادامت الجريدة مبتلا.
على الرغم من هذه الرواية، فإن العلماء يشيرون إلى أنها ليست سنة مستمرة يمكن اتباعها بشكل عام. حيث يؤكدون أن العمل هنا كان بسبب حالة خاصة شهد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم جزاء الخطيئة الخاصة لأصحاب تلك القبور. بالتالي، لا ينبغي للأفراد الآخرين تكرار هذا الفعل باعتباره سنّة ثابتة.
وقد أكد العديد من الفقهاء، مثل الشيخ ابن باز والحافظ النووي رحمهما الله، على عدم مشروعية وضع الجرائد أو أي مواد أخرى على القبور بناءً على هذا الحديث. وينصح هؤلاء العلماء باتباع النهج الذي سار عليه الصحابة رضوان الله عليهم، حيث لم يُسجل لهم تطبيق هذا التوجه الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالقبر.
وفي النهاية، يعتبر البعض هذا الأمر بدعه لأنه خارج عن النصوص الثابتة التي أمرنا بها الإسلام.