تعد البركانيات ظاهرة طبيعية رائعة ومعقدة غنية بالأسرار التي لم يتم فك شفرتها تماماً حتى الآن. تلعب هذه القوى الطبيعية القوية دورًا حيويًا في تشكيل سطح الأرض والمناخ العالمي بطرق قد تكون غير واضحة للوهلة الأولى. سنستعرض هنا بعض الاكتشافات الأخيرة حول بركانية وتأثيراتها البيئية.
الاكتشافات الحديثة
1. **براكين عميقة تحت الماء**: اكتشفت دراسة حديثة وجود بركان نشط يقع في أعماق المحيط الهادئ بالقرب من اليابان. يُطلق عليه اسم "نابرو"، ويُعتبر واحداً من أكبر الانبعاث الحراري الناتج عن العمليات البركانية داخل مياه البحر. ينتج نابرو كميات هائلة من بخار الماء وحمض الهيدروكلوريك، مما يؤثر بشكل مباشر على توازن الأس الهيدروجيني للمياه المالحة وقد يساهم في زيادة حمضية محيطات العالم.
2. **تأثير البركانية على تغير المناخ**: أثناء الثورات البركانية الضخمة، تُطرح مواد كثيفة تحتوي على غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وسولفات الأمونيوم في الغلاف الجوي العلوي. يمكن لهذه المواد أن تعكس جزءًا كبيرًا من أشعة الشمس إلى الفضاء، وبالتالي تقليل الإشعاع الذي يصل لسطح الأرض لفترة مؤقتة - عادة ما تكون عدة سنوات - وهو ما يعرف بظاهرة \"التظليل البركاني\". وعلى الرغم من كون تأثيرها قصير المدى إلا أنها تعد عاملاً مهمًا يجب أخذه بعين الاعتبار عند تحليل بيانات تغيرات المناخ العالمية طويلة الأجل.
3. **استخدام طاقة البخار لتوليد الكهرباء**: تطورت تكنولوجيا استخراج الطاقة الحرارية الجوفية لتحويل حرارتها الداخلية إلى كهرباء قابلة للاستخدام بكفاءة أعلى. تعمل العديد من مواقع المحطات الكهرومائية المطابقة لتلك الواردة من مصدر حراري آخر يسمى \u201cالحرارة الأرضية\u201d وذلك عبر الاستفادة من الدوران المستمر لعناصر معينة موجودة ضمن الصهارة المتدفقة داخل قشرة الأرض نفسها والتي تنتقل لاحقا نحو الخارج مسببة بذلك ظهور فقاعات متواصلة لحالة سائلة ساخنة جدّاً والتي تستغل بدورها لإنتاج القدر اللازم لتسيير دوران توربينات توليد طاقات متنوعة منها تلك الخاصة بأنظمة توليد الكهربائية وكذلك كذلك عمليات التفجير الزلزالي وغيرهما الكثير ممّا يساعد بصورة فعالة للغاية فى الحد من اعتماد البشرية المتزايد يوماً بعد يوم عليها وعلى أنواع أخرى مختلفة ذات أساس نفطي وغذائي أيضًا!
إن فهم ديناميّات عمل نظام بيئي واسع وشائك كالبركان يحتاج لأبحاث مستفيضة ومتجددة باستمرار؛ إذ يشهد مجال علوم البيئة والتكنولوجيات الجديدة تقدّم ملحوظ بهذا النطاق تحديدا بما يعود بالنفع الكبير لاحقا سواءٌ للأجيال الرقيقة أم دنياها الخلابة .