في العصر الرقمي الحالي، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويمتد تأثيره إلى مختلف المجالات بما في ذلك مجال الصحة النفسية. مع تزايد الطلب على خيارات صحية نفسية ميسورة ومتاحة بسهولة، فقد شهدنا تقدماً ملحوظاً في تطوير أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تسعى لتحقيق هذه الغاية. هذه الأدوات توفر العديد من الفوائد المحتملة للمستخدمين الذين يعانون من القلق، الاكتئاب، والتحديات الأخرى المتعلقة بالصحة النفسية.
## كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في دعم الصحة النفسية؟
تشمل الابتكارات الحديثة في تكنولوجيا AI مجموعة متنوعة من الحلول مثل:
1. تطبيقات الدردشة الآلية (Chatbots):
هذه البرامج مصممة للتعامل مع الاستفسارات الأولية والاستشارات الصغيرة. يمكن لها تقديم معلومات عامة عن الأمراض والعلاج، بالإضافة إلى توجيه الأشخاص نحو موارد إضافية عند الحاجة. بعض الشركات الرائدة في هذا المجال تشمل Woebot وWysa.
2. التقييمات الذاتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي:
يمكن لأجهزة الكمبيوتر ذات القدرات المعرفية المرتفعة تحديد أنماط السلوك والسلوكيات الشخصية بشكل فعال. توفر خدمات مثل Moodfit and Ginger تحديثات يومية حول الحالة المزاجية بناءً على بيانات المستخدم المستخلصة عبر الرسائل النصية القصيرة والدردشة وغيرها.
3. العلاج النفسي الإلكتروني:
يستخدم هذا النوع من العلاج تقنيات الواقع الافتراضي والمشاهد المحوسبة لإعادة تمثيل المواقف الاجتماعية المختلفة بطريقة آمنة وخاضعة للتحكم. يهدف الأمر إلى تزويد المرضى بممارسات عيش واقعية بهدف تعلم مهارات التعامل مع مواقف الحياة الواقعية الصعبة. مثال بارز لذلك هو تطبيق Big Health’s Sleepio الذي يستخدم أساليب صحيحة لتوجيه الناس نحوه.
## فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية
تلعب التقنية دور هام جداً فيما يلي:
إمكانية الوصول: غالبًا ما يكون الحصول على المساعدة النفسية أمرًا صعبًا بسبب عوامل كثيرة تتعلق بالتواجد الجغرافي ومشاكل الوقت والميزانية وما غيرها. ومع ذلك فإن الوظائف الإلكترونية تضمن قدر أكبر بكثير من المرونة والإمكانيات المتاحة أمام الجميع سواء داخل البلد الواحد أو بين البلدان المختلفة أيضاً.
خصوصية وسريّة كاملة: تتمثل إحدى مزايا الخدمات الرقمية بأنها تسمح للأشخاص بالحصول على المساعدة بدون الخوف بشأن خصوصيتها وبالتالي حماية هويتهم وتعزيز درجة الثقة لديهم تجاه العملية برمتها؛ مما يشجع عدد اكبر منهم للحصول عليها بدلاً من الامتناع عنها بسبب حساسية الموضوع ذاته أساسياً!
فعاليّتها: أثبتت الدراسات العلمية فعالية وسائل التواصل الاجتماعي المشفرة والأدوات المعتمدة علي الذكاء الإصطناعي في مساعدة المصابيين بالاكتئاب والقلق والبؤس العقلي العام ويُمكن تحقيق نجاح كبير باستخدام تلك الوسائل أيضا لو تم دمجها مع علاجي طبي شهير حاليا وهو العلاج السلوكي المعرفي CBT .
إن مستقبل مجال الصحة النفسية بإذن الله مشرق للغاية نظرآ لما نشهد عليه من تقدم تكنولوجي متواصل وتمكن المؤسسات الصحية العامة منها للاستفادة منه بخطط علاج مبتكرة ولذلك يجب التنبيه إلي ضرورة مراعاة الظروف الأخلاقية والقانونية لكل دولة حين النظر إليه كمصدر جديد لعلاج امراض الطب النفسي حتى نساهم جميعا في زيادة الوقاية منه وإكساب المجتمع القدرة اللازمة لمقاومته كذلك!
