من الواضح أن هناك جدلية مهمة حول مستقبل الصحافة مع ظهور الصحافة الشعبية.

كما ذكر عبد المعين بن داوود، فإن التحديات كبيرة - من مصداقية المحتوى إلى قضايا الحقوق الفكرية.

ولكن يجب أيضاً النظر في الجوانب الإيجابية لهذه الظاهرة مثل الديمقراطية الرقمية وتوسيع المجال أمام المواطنين للتعبير عن الآراء والمعلومات بشكل مباشر.

الصحافة التقليدية تواجه بالفعل تحديات كبيرة بسبب تغير البيئة الإعلامية العالمية.

لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها وصلت إلى نهاية الطريق.

يمكن لها أن تتطور وتكيف لتواكب العصر الجديد عبر تقنيات وأساليب جديدة.

أما بالنسبة للصحافة الشعبية، فهي عرضت وجهة نظر مختلفة وقد تكون فرصة للإثراء والتنوع الصحفي.

ومع ذلك، تحتاج كلتا الطريقتان إلى ضمان الأخلاق الصحفية والقواعد القانونية لضمان تقديم محتوى عالي الجودة ودقيق.

وبالتالي، حتى وإن كانت الصحافة الشعبية تمثل خطوة ثورية، فإنه يتعين عليها أيضًا مواجهة نفس الضوابط والمعايير المتعلقة بالمصداقية والموضوعية والحفاظ على الخصوصية والأمان.

أمينة العبادي، رغم الاعتراف بأهمية توسيع مجال التعبير والتواصل الرقمي، إلا أنه يجب التأكد من عدم فقدان القيم الأساسية للصحافة التقليدية.

الصحافة الشعبية، رغم مزاياها في الوصول المباشر للمعلومات الأولية، قد تفتقر أحياناً إلى التنقيب العميق وتحليل البيانات كما تفعل الصحافة الاحترافية.

لذلك، يمكننا القول إن الجمع بين الاثنين سيوفر أفضلية أكبر حيث يمكن للسرد القصصي الشعبي الاستفادة من الدراسة التحليلية للتقليدية.

ولكن، جميع وسائل الإعلام يجب أن تقوم بممارسة عالية المستوى من المساءلة والمصداقية للحفاظ على ثقة الجمهور.

أمينة العبادي، أوافق تمامًا على أن الصحافة الشعبية تقدم منظورًا جديدًا ويجب تقديره، ولكن يجب أن نتذكر دائمًا أهمية المهنية والإرشادات الأخلاقية في أي نوع من أنواع الصحافة.

توضيح السياقات والتحقق من الحقائق هما جزء أساسي مما يجعل الصحافة احترافية وموثوق بها.

إذا لم يتم تطبيق هذه المبادئ، قد يؤدي ذلك إلى انتشار معلومات مضللة وتشويه الصورة الواقعية للأحداث.

لذلك، يبدو لي أن التعاون بين التقليدية والشعبية قد يكون الحل الأمثل لتحقيق أفضل ما في العالمين.