في حين أن التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) قد توفر وسيلة فعالة لتحسين العملية التعليمية من خلال تخصيص المحتوى وتوفير الدعم المستمر، إلا أنها لا يجب أن تُعتبر كنهاية لـ"التعليم كما نعرفه".

إن الجانب البشري في التدريس مهم جدا؛ فهو يتجاوز فقط نقل المعرفة ليحتوي أيضا على بناء المهارات الاجتماعية والعاطفية والتواصل غير الرسمي.

إن ارتباط الطالب المُباشر بتجارب ومعايير مدرّسه له تأثير قوي على التحفيز والقدرة على فهم العمليات الأكاديمية بطريقة ذات مغزى أكبر بكثير من مجرد عرض للمعلومات الآلية.

بالإضافة لذلك فإن الوجود البشري يساعد أيضاً في تأهيل طلبتنا لمجتمع مستقبلي أكثر تعقيدا وأكثر احتياجا للتفاعل الإنساني.

لذلك بدلاً من النظر إلي الذكاء الاصطناعي باعتباره تهديدا مباشرا للتقاليد التعليمية الحالية ، يجب رؤيته كمكمّل لها حيث يسعى الجيل الجديد باستمرار لأشكال مبتكرة تلبي احتياجات التكنولوجيين الحديثة .

غادة الرايس، أوافق تماماً على وجهة نظرك القائلة بأن العنصر الإنساني في التعليم ليس قابلاً للاستبدال بالذكاء الاصطناعي.

إن الروابط العاطفية والمعرفية التي تتكون بين المعلمين والطلاب لا يمكن للحواسيب تقليدها، ولا حتى أقربها إلى مثيلاتها.

للذكاء الاصطناعي دور كبير بالتأكيد في جعل التعليم أكثر سهولة وطرق الوصول إليه، لكن دوره كمدير رئيسي وموجه روحاني يبقى خارج نطاق قدرته الحاليّة.

إن التجارب الحياتية والأمثلة الواقعية التي يدفع بها المعلمون تبقى جزء أساسي لا يتجزأ من عملية التعلم.

غادة الرايس، أشاطر الرأي بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المعلم تمامًا.

رغم أنه يمكن أن يكون أداة مفيدة في تقديم الموارد التعليمية وتقييم التقدم، إلا أنه لا يستطيع تجسيد التجربة الإنسانية الغنية التي يجلبها المعلم.

المعلمون هم حجر الزاوية في التعليم لأنهم قادرون على تشكيل علاقات عميقة مع طلابهم، ودعمهم عاطفياً وعقلانياً.

إنهم يقومون ببناء الثقة والحماس والإلهام، مما يتيح الفرصة للنمو الشامل للأفراد وليس فقط انتقال المعرفة.

الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ تطوراته، غير قادر على خلق الشعور بالانتماء والمشاركة التي تكون ضرورية للتطور العقلي والشخصي.

بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الأطفال إلى القدوة الأخلاقية والمعنوية.

المعلمون يمكنهم المساعدة في توجيه أخلاقيات الطلاب وقيمهم وتعزيز حس المسؤولية والعمل الجماعي، وهو أمر أقل ما يمكن توقعه من نظام مبني على البرمجيات.

باختصار، بينما يعد الذكاء الاصطناعي إضافة رائعة للتعليم، فإنه يجب اعتباره كمساعد ثانوي بدلاً من البديل الرئيسي للمدرسين.