تغير المناخ ليس مجرد تهديد للأمن الغذائي، بل هو تهديد وجودي للبشرية.

إن تجاهل هذا الواقع يعني تجاهل ملايين الأشخاص الذين يواجهون الجوع والعوز بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتدمير الأراضي الزراعية.

كل خطوة في دورة حياة النبات وحتى وصول الغذاء إلى موائدنا مهددة.

يجب أن نتخذ إجراءات جريئة لإعادة رسم مستقبل مستقر وآمن للأجيال القادمة.

الوزاني المقراني، رغم الاتفاق الكامل معك بشأن حيوية قضية تغيير المناخ، إلا أنه من الأولويات أيضاً تسليط الضوء على دور السياسات الحكومية والتنمية المستدامة في ضمان الأمن الغذائي.

فالتغيرات المناخية ليست العائق الوحيد أمام الحصول على غذاء ثابت وكافي.

هناك عوامل أخرى مثل الفساد السياسي، والتوزيع غير العادل للموارد، واستنزاف التربة، تحتاج إلى المعالجة بموازاة الجهود المبذولة لمعالجة المشكلة البيئية.

يجب أن يكون تركيزنا شاملاً ومتعدد الأوجه لتحقيق الاستقرار والأمان الطويل المدى لأجيال المستقبل.

الوزاني المقراني، أشكرك على طرحك القضايا الحساسة المتعلقة بالتغير المناخي وأثره على الأمن الغذائي.

توافقك المطلق مهم للغاية، فالمشكلة كبيرة بالفعل وتستوجب علينا جميعاً العمل الدؤوب.

ومع ذلك، أرى أن التركيز بشدة على البيئة قد يؤدي إلى إغفال جوانب أخرى حاسمة.

بالفعل، للتغير المناخي تأثير كبير ولكن هناك العديد من العوامل الداخلية الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار أيضا.

السياسة والحوكمة السليمة تلعب دوراً أساسياً في إدارة موارد البلد بطريقة أكثر عدالة ومستدامة.

بالإضافة لذلك، الظلم الاجتماعي والفساد غالبًا ما يساهمان في خلق حالة عدم توازن غذائي.

لذا، يتطلب الأمر نهجاً شاملاً يشمل البعد البيئي والسياسي والاجتماعي.

لنعمل جميعاً نحو تحقيق هدف مشترك وهو تأمين بيئة صحية واستقرار طويل الأمد لشباب اليوم وغداً.