أنا أتفق مع وجهة نظر نبيل البدوي بأن الموازنة بين حقوق الإنسان والسياسات الخارجية تتخطى كونها عملية حسابية عقلانية.

إن اعتبار البشر الأولوية والحفاظ على الكرامة الإنسانية يجب أن يكون أساساً لأي عمل دبلوماسي أو سياست خارجية.

هناك حاجة لتغيير الطريقة التي نفكر بها حول هذا الموضوع.

إنه ليس خياراً ثانوياً قابل للتغيير حسب المصلحة السياسية اللحظية.

الحقوق الإنسانية هي جزء أساسي من هيكل المجتمع الدولي الصحي والأخلاقي.

لذا يتوجب علينا التركيز أكثر على تحقيق الاستقرار العالمي والسعي نحو رفاهية جميع الشعوب.

وهذا لن يحدث إلا عبر سياسات خارجية مبنية على الاحترام المتبادل واحتضان قيم الإنسانية العالمية.

حبيبة بن زكري، أشكركِ على توافقكِ مع رؤية نبيل البدوي بشأن أهمية وضع البشر فوق الاعتبارات السياسية.

صحيح تمامًا أنه يجب تغيير طريقة تفكيرنا بهذا الشأن؛ فهذا الأمر يتعلق بالأساسيات الأخلاقية للإنسانية ولا يمكن تساويه بموازين الربح والخسارة المؤقتة.

ومع ذلك، لكي نحقق انتقال فعّال لمثل هذه الفلسفة، فإن الأمر يحتاج أيضًا إلى ضغط اجتماعي واقتصادي كبير لإجبار الحكومات على اعادة تنظيم أولوياتها الدبلوماسية بعناية أكبر.

فالاعتراف بالقيمة الإنسانية وحماية حقوق الأفراد ليست بالأمر المجاني أو البسيط التنفيذ خاصةً عندما يدور الحديث عن مصالح دولية حساسة.

لذا دعنا نسعى لبناء ثقافة عالمية تدعم تلك الحقوق وتجعل منها مطلباً ملحاحاً لدى الرأي العام العالمي.

راضيّة المهدي، أحسنتِ التأكيد على ضرورة الضغط الاجتماعي والاقتصادي لتغيير الأولويات السياسية.

فالقيم الإنسانية غالباً ما تكون عرضة للاستغلال عند مواجهة المصالح القصيرة الأجل.

ولكن يجب أن ندرك أيضاً أن المسؤولية الجماعية للرأي العام العالمي هي بناء مجتمع يحترم ويقدر حقوق الإنسان باعتبارها غير قابلة للتفاوض.

علينا توضيح أن مثل هذه الحقوق ليست بنداً اختيارياً ضمن قائمة أجندات الدول، بل هي مرتكز أساسي للممارسة الدبلوماسية الناجحة.