العقل الرقمي والأخلاق الإنسانية: أفق جديد لتكوين الرواة التاريخيين

في حين يستطيع الذكاء الاصطناعي فرز كميات هائلة من البيانات التاريخية، ومع ذلك فإن طرح السؤال الأكثر جوهرية - ما إذا كان يمكن لهذا الأمر توضيح "الحقيقة" التاريخية حقاً، يتجاوز القدرة المثبتة حاليًا لهذه التقنية.

فالذكاء الاصطناعي ليس إلا أداة، وهو الأفضل عندما يتم توجيهه نحو أغراض واضحة ومحددة حيث يمكن قياس الدقة.

لكن بالنسبة للقضايا المعقدة والمعقدة تاريخياً مثل تحديد "الحقيقة"، فإن الاختلاف الأساسي هو أنه غالباً ما ينطوي على أخلاق وقيم إنسانية بالإضافة إلى الحقائق المجردة.

ومن ثم، بدلاً من المنافسة أو التغلب على الباحثين البشر للتقرير حول الوضع التاريخي الصحيح، ربما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل جنبا إلى جنب معه، ويُعدّل دوره ليصبح مُسهِلا للنظام البحثي الحالي.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تصنيف وفهرست الكتب والسجلات التاريخية، وجمع المعلومات الأولية وإعداد تقرير أولي واضح بالأحداث الرئيسية والقضايا اللافتة للنظر.

عندئذٍ يأتي دور الإنسان – ذو الخبرة الأكاديمية والعاطفة الأخلاقية – ليبني عليها ويعكس بصيرته الخاصة لفهم السياق السياسي والثقافي والديني للموضوع.

بهذه الطريقة تنشأ فرصة فريدة للتقارب بين الآلات والبشر.

سوف يبقى الذكاء الاصطناعي مصمماً صغيراً محترفاً للأبحاث الاولية بينما تعتبر عملية التنقيح النهائية واستخلاص الاستنتاجات المحور الرئيسي للإبداع والإبداع المعرفيين اللذان يمتلكهما الإنسان وحده.

وهذا يدخلنا أيضا بمناقشة جديرة بالتعمق حول ماهية التركيب الجديد للعقل المفكر الذي سيجمع العملاقة الإلكترونية الأولى بالعقول الإنسانية الثاقبة والتي تتوق إيثار الخير على الشر وتبادل العلم بلا حدود للحصول عليه بل للهداية عبره .

#عمل

1 Komentari