التطور الفني كوسيط للتمرد الاجتماعي والثقافي:

في حين ينضح الفن التقليدي بالتقاليد والمعرفة الأجيال، يبدو أن هناك تيارًا متزايدًا من العمل الفني يتحدى هذه الأعراف بثقة لا تلين.

مثالٌ يُبرز هذا التوجه هي حركة كتابة الجدران الحديثة والتي تُعيد تعريف المعنى الأساسي لـ "الفن العام"، مُستخدمة بذلك المساحة العامة كامتداد فذٍ للشخصية الفردية ومصدر للنقد الاجتماعي اللاذق.

وفي المقابل، يمثل العود، ذاك الآلة الطربية العربية القديمة، وسيلة لتحويل التقليد لمخزون للإبداع.

حيث يقوم فناني العصر الحديث بإدخال مفاهيم وألحان جديدة ضمن حدود أصولهما الموسيقية، مما يؤكد قابلية الفن للنمو والتغير بدلاً من تحديده بخيمة الضوابط التقليدية.

إذا استطعنا ربط هذين الاتجاهين، سنقدر كم يكاد يكون الفن طريقَ عبور دينامية الهويات الاجتماعية، مكان حيث نواجه تساؤلات وجودنا وإمكانيات تغليب صوتنا الخاص وسط اضطراب الواقع الحالي.

لذا ربما يتوجب علينا إدراك أنه بينما يعمل الرسم على الجدار والجاز الشرقي على مواجهة الصمت المجتمعي بقوة الصوت، يدعونا الاثنان لاستكشاف قدرتنا الفطرية للبحث عن الحرية والتواصل الفكري من خلال الوسائل الفنية.

إن الأمر يتعلق بهذا الوقت بأن نعترف بان التمرد، وعلى الرغم من قدوته المؤلمة احيانًا، إلا انه جزء أساسي من مسرع تطور ثقافتنا وتعريفاتنا الذاتية كإفراد وبمجتمع.

1 Kommentarer