كل نظام سياسي في جوهره خدعة مصممة لإعادة تجزئة وترسيخ السلطة بين طبقات محددة.
هل الماركسية والليبرالية والرأسمالية ليست سوى إصدارات مختلفة من نفس العملة، حيث ينتقل دائمًا التحكم بين القادة المختلفين؟
هل تُبطل النظرية أن كل نظام سياسي مصمم لحل "المشاكل"، عندما نجد هذه الأنظمة تتدهور بشكل طبيعي إلى فساد وانهيار؟
يجب ألا نُقِلَّدَ في التفكير: هل كل محاولات "الإصلاح" ليست إلا حيلًا جديدة تخدع الجماهير بوعود باطنية؟
تسأل أنفسنا، في ظل هذا التكرار المظلم من التاريخ، ماذا يشغل وعينا حقًا؟
كلمة "الوعد" تُستخدم لتحيط الجماهير بمجموعة من الأسباب التي تثير فيهم روح الانتقام، ثم "الإصلاح" يُغلق كأنه دور جديد للمشهد.
هل نحن مجرد ضحايا للتاريخ المستمر في ترويض أوامر السلطة؟
فكر في هذا: حتى عندما يبدو الانقلاب كمغامرة مجيدة، هل ليس غالبًا نتيجته هو تولي فئة أخرى من الأفراد السلطة بنفس الوصمة القديمة للاستغلال والشح? ربما ما نحتاج إلى طرحه هو سؤال: كيف يمكن للإنسانية أن تُخرِّج نفسها من خداع دائمٍ؟
لقد انصرفت عن السؤال الحاسم، متجاوزة كافة "الإصلاحات" التي تُشبَّث بأنها شاملة.
هل نستطيع أن نُقيم جدية ونظرًا لنفس الظروف، نوجد طريقاً يتخطى دائرة تحول السلطة؟
بينما نعانق أصالة التغيير المشروط، فكر في إمكانية أن الابتكار الحقيقي قد يكون دائمًا خارج حدود ما هو مُعْتاد ومُسَخّر.
فلنفتش بصدق عن تلك المبادئ التي لا تخضع لأغراض الحكام، ولكنها في قلب نزاهة إنسانية تُبْنى على أوتاد من مساءلة حقيقية.
هل سنكون جديرين بالإفصاح عن الجهل وطموحاتنا المحدودة للشؤون السياسية، متجهين إلى نظام يعتبر التغيير مُكرِّسًا بلا ربح من أجله؟
في جوهر ذلك، سألنا: هل يمكن للإنسانية أن تستقر فعليًا في مأوى حضارة قائمة على الشفافية والتطور الحقيقي؟

15 التعليقات