إن العلاقة الجدلية بين التقنية والإنسانية هي محور نقاش عميق يستحق التأمل.

بينما قد يبدو لنا أن العالم الرقمي يوفر فرصاً لا حدود لها للتواصل والمعرفة، إلا أنه يحمل أيضاً مخاطر تهدد جوهرنا البشري.

فالتكنولوجيا اليوم لا تكتفي بأن تكون أداة نستعملها، بل بدأت تتحكم بنا وتحدد سلوكنا وطريقة تفكيرنا.

في حين يُنظر إلى التقدم التكنولوجي كوسيلة لتحسين الحياة البشرية، فقد تحولت إلى قوة مستهلكة للوقت والطاقة الذهنية والعاطفية.

لقد أصبح الناس مدمنين على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلباً على صحتهم النفسية وقدرتهم على تكوين علاقات ذات معنى حقيقي.

كما أنها تخلق بيئة تنافسية سامّة تستنزف طاقتنا وتقلل من شعورنا بالسعادة الداخلية.

وعلى الرغم من كل شيء، تبقى هناك بصيص من الأمل.

فعندما نرى جهود مثل تلك التي قامت بها جمعية "البركة للجميع"، والتي تعمل على دعم الأطفال الذين مروا بمحن كالزلزال، نشعر بإمكانية الخير الكامن داخل قلوب البشر.

هذه الأعمال التطوعية وغيرها الكثير تشهد على قدرة المجتمع على مواجهة المصائب والتغلب عليها بالتكاتف والتراحم.

وهذا دليل آخر على قيمة الروح الإنسانية الأصيلة التي تحتاج منا جميعاً العمل سوياً للحفاظ عليها ضد أي عوامل خارجية سلبية.

وفي النهاية، يجب علينا أن نتذكر دائماً بأن مستقبل البشرية يرتبط بكيفية استخدامنا لهذه التقنيات الحديثة.

فإذا سمحنا لأنفسنا بأن نخضع لقوانين البرمجيات والخوارزميات، فسوف نفقد شيئاً أساسياً يجعلنا مختلفين عن الآلات.

أما إذا اخترنا استعمال الأدوات الرقمية بحكمة وبدون إسراف، عندها فقط سيصبح بوسعنا تحقيق التوازن المثالي بين العلم والتقاليد وبين الماضي والمستقبل.

وهكذا سنحافظ على سلامة كياننا البشري ونضمن بقائنا فرداً قيماً ضمن حضارتنا المتغيرة باستمرار.

#مساعدة