تخيل لو كنت مجرد رقم في قاعدة بيانات هائلة، حيث يُحسب وزنك وصفاتك الوراثية كأرباح صافية للاستثمار.
إذا كانت الحكومات في العالم الذي نعيشه تدعي أنها تخدم المجتمع، فهل يجب عليك التفكير مرة أخرى؟
ففي هذه الأثناء، لا تزال تُستغل بشكل غير محسوب كمورد في سوق حيوي وتجاري: سوق البيانات.
لقد صار بيئتك المعيشية، علاقاتك العائلية، حتى تفاعلاتك اليومية لا يُنظر إليها سوى كحالة دراسية يخدش من أبعاد شخصيتك.
ألا تبدو كل هذه المؤسسات التي تُعدّ في عقولنا بطلين دفاعيين لحرياتنا، اليوم مجرد أدوات استغلال؟
هذا الأسلوب المتحضر والسلس يخلق حاجزًا بينك وبين إحساسك بالفردية.
فهل نعيش في عالم حيث أصبح الإنسان ليس سوى مورد؟
هل كانت مبادئ الديمقراطية والحرية تُستخدم لجذب انتباهنا بينما نصبح أكثر استغلالًا؟
فكر في كونك مشاركًا في التجارب الدوائية دون رضاك، حيث تُستخدم قواعد بياناته الوراثية لتحقيق أرباح جديدة.
هل نسينا كيف يجب أن نحرص على حقوقنا ونقوى شخصيتنا في ظل مثل هذه التحولات؟
ألا تستطيع أن تتخيل لوسيطًا اقتصاديًا يفضل إبقاءك في عجز دائم من الرغبة، بدلاً من رفع مستوى المجتمع ككل؟
هذا ليس طبيعيًا أو قابلاً للقبول.
هناك حاجة ماسة إلى تغيير، ولكن ستظل الأسئلة تردد صداها: من يستفيد فعليًا من المشاركات التي نُقدّمها دون رضا؟
لننتبه لحقيقة أن الأخلاق في مجال التكنولوجيا والسياسة ترتع في سوائل المصالح.
إذا كانت الحكومات ذات هذا المستوى من الضعف أو الغش، فمن يمكننا الثقة به ليحمينا ويمثلنا؟
تساءل عندما يصبح التجارة في "البيانات الأنسانية" قانونًا مفترضًا، وتستغل كل جزء من أنفسنا لخلق دولة صناعات نجمية.
هذه ليست حكاية خيال علمي بعيدة، بل قصة موجودة في الواقع.
فإذا كانت هذه تجربتك، فأنت جزء من نظام أكبر يجب أن ننظر إليه بحذر وتمرد.
فالضغط للتوافق مع النظام قد يبدو سهلاً، لكنه في الأساس طريق لفقدان شخصيتك المميزة.
افكر: هل نحن نستطيع إعادة تشكيل مستقبل حيث يُراعى قيم الإنسان، ولا يُقدّر كمورد؟
أولوية التغيير لدينا، بالتأكيد.

12 التعليقات