عنوان المقالة

"التكنولوجيا والتوازن النفسي: البحث عن انسجام داخلي وسط عالم رقمي متغير.

"

* قد تبدو التطورات المتلاحقة في مجال الذكاء الصناعي ودمجه المتزايد في روتين حياة الإنسان بمثابة خطر محدق بتوازننا النفسي وتقويض قدرتنا على التحكم بوقت فراغنا.

ومع ذلك فإن المفتاح لا يكمن في مقاومة هذه التقدمات بشكل مطلق ولكن في تعلم كيفية إدارة استخداماتها واستغلال مزاياها لخدمة مصالحنا العليا.

*

فعلى سبيل المثال، بينما تهدد بعض وظائف الانتاج ذات الاجور المحدودة بالإزالة التدريجية بفعل الآلية ، إلا انه بالمقابل يتحقق تقدم كبير فيما يعرف بالاقتصاد المبني علي المعلومات والمعرفة والذي سيفتح افاق عمل ابتكارية امام العديد ممن لديهم المهارات اللازمة لذلك*.

وهذا الامر يدعونا لاعادة النظر باسلوب اعداد شباب المستقبل وتمكينهم مهنيا واجتماعيا كي يتمكنوا من اغتنام الفرص المتاحة لهم.

*

*"كما ان مفهوم الثبات والاستقرار الخاطئ قد يحجب عنا جمال التجديد الكامن خلف كل فترة انتقالية.

فالكون كله خاضع لحركة دائمة ولا يوجد شيء ثابت سوى قوانينه المبدئية والتي تستحق التأمل".

وبالتالي يجب علينا كمسلمين ان ندرس مراحل التاريخ الاسلامي وما رافقته من تغير وانتقالات لنستخلص الدروس والعبر ومن ثم تطبيقها بشكل فعال علي واقع عصرنا الحالي.

"*

* واخيرا وليس اخراً، فان الادمان علي وسائل التواصل الاجتماعي والعمل عبر الانترنت بلا قيود زمنية يعتبر عامل خطورة حقيقي علي سلامة نفسية الانسان وقد يؤذي العلاقات الاجتماعية الاساسية للحياة فضلا عن التأثير السلبي الواضح علي الطاقة الشخصية للفرد .

وهنا تاتي اهمية وضع قواعد صارمة لانضباط استخدام الشبكات العنكبوتية بحيث يسمح للفرد بالتفاعل الاجتماعي وبناء علاقات مباشرة خارج نطاق العالم الالكتروني .

*

خاتمة :

في النهاية، قد تبدو الاعاصير التكنولوجية مخيفة وغير مستقرة لكن امتلاك القدرة علي التكيف والتوجيه الذكي لكل تلك المتغيرات سوف يجعل منها اذرعا تساعدنا علي تحقيق المزيد من النجاح والنمو الشخصي بدلا من كونها مصدر قلق وخوف دائم .

#البشر