إن عالم اليوم يشهد تحولات جذرية ومتسارعة في جميع المجالات تقريبًا.

فمن جهة، تتمكن الشركات التقنية الكبرى من فرض هيمنتها على حياتنا اليومية بما فيها محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير.

.

.

وقد تجلى ذلك جليًا فيما حدث مؤخرًا بشأن برنامج youtube-dl الشهير والذي تمت إزالته من موقع github بعد تلقي الموقع تهديدات قانونية من قبل شركات الإنتاج الموسيقية!

وهذا دليل واضح على قوة وسيطرة تلك العمالقة وعلى ضرورة وجود قوانين صارمة تحفظ حقوق الملكية الفكرية للمبتكرين والمخترعين الأصليين.

وفي نفس السياق، يجب ألّا ننسى الجانب المظلم لتلك الهيمنة حيث يتم التحكم بوجهتنا وبآرائنا عبر وسائل الإعلام المؤثرة والتي تستغل قوتها لنشر أجنداتها الخاصة ومحاولة تشكيل وعينا الجماعي وفق مصالحها التجارية والسياسية.

وهنا تأتي الحاجة الملحة لاستعادة حرية التعبير الحقيقية عبر دعم الناشرين المستقلين وتمكين الأصوات المختلفة والمتنوعة كي لا تبقى تحت ظل الاحتكار الواحد.

ومن ناحية أخرى، فإن العالم الرقمي يوفر فرصًا ذهبية لبناء نظام تعليم أكثر فعالية وتفاعلية ولكن بشرط عدم تحويل العملية التربوية لمجرّد تطبيق عملي بلا هدف سوى سرعة الحصول على المعلومة بل يجب التركيز أيضًا على تطوير القدرات الذهنية والمعرفية للطالب وتعويده على التفكير النقدي والقراءة بين السطور والاستنباط بدلًا من الاقتصار فقط على الحلول الآلية.

وبالانتقال لمنطقة مختلفة نوعًا ما وهي المنطقة الرياضية، فقد شهدنا مؤخرًا قصة لاعب كرة قدم مسلم يؤدي شعائر عمرته ويتحدث عنها بشوق وحنين ليذكر نفسه وزملائه بقدرة الله عز وجل وما يستوجب علينا القيام به لأجل عبادة رب العالمين وترك الدنيا الزائلة خلف الظهور.

وهذه القصص تبعث الراحة والسعادة لدى العديد ممن يسمعون بها وتشجع الجمهور عامة على تبني قيم سامية كالصدق والتسامح والاحترام.

وفي النهاية، ثمة حاجة ماسّة لفهم عميق لكل جوانب الحياة المعاصرة سواء كانت اقتصادية وسياسات استثمارية للدولة أو حتى قصص فردية ذات طابع روحي وديني إذ أنه بذلك يمكن رسم صورة شاملة لما يحدث حولنا واتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل الإنسان جمعاء.

وفي الوقت الحالي، يتجه البعض نحو إنشاء صندوقٍ سيادي خاص بهم داخل البلاد بينما يحذر آخرون من مخاطر العلاقات الإلكترونية المزيفة مع برامج الذكاء الصناعي والتي قد تتحول لعلاقات حب افتراضية بعيدة عن الواقع المرير.

.

.

إنه زمن مليء بالمفاجئات والفضاء مفتوح أمام الجميع لخوض غمار المغامرات المتجددة باستمرار!

1 التعليقات