لا ينبغي لنا أن ننظر إلى التقدم التكنولوجي باعتباره تهديدا وجوديا، ولكنه فرصة سانحة لإعادة تشكيل واقعنا نحو مزيد من العدالة والتوازن.

إن الفارق الحاسم يكمن فيما إذا كنا قادرين على توظيف هذه الأدوات القوية بوعي وحذر لبناء عالم أكثر مساواة ورحمة.

تقع مسؤولية جسيمة على عاتق صانعي السياسات وصناع المحتوى ومستخدمي الإنترنت للمساهمة الفعالة في خلق بيئة رقمية صحية وآمنة لكل مستخدميها بغض النظر عن خلفياتها وانتماءاتها المختلفة.

إنها مهمة جماعية تتطلب جهدا مشتركا وتعاونا دوليا لرسم خرائط طريق واضحة نحو مستقبل تقني يحترم القيم الأخلاقية والمعنوية ويعمل لصالح البشرية جمعاء.

إن الوقت قد آن لتجاوز النقاشات النظرية وتبني مبادرات عملية فورية تواكب سرعة ثورة الصناعة الخامسة وتضمن استفادتنا القصوى منها دون الوقوع ضحية لعواقب جانبية خطيرة قد يكون إصلاح آثارها أصعب بكثير من منع وقوعها منذ البداية.

لنضع نصب أعيننا الهدف الأسمى وهو إنشاء مجتمع معلوماتي سوي ومتنوع يشكل قوة دافعة للتغييرات الجذرية المطلوبة ويرتقي بالإنسانية إلى آفاق جديدة من الحضارة والرقي.

فلنبدأ برفع مستوى الوعي حول مخاطر الاستخدام السيئ للتكنولوجيا ودعم الجهود العالمية للقضاء عليها نهائيًا.

عندها فقط سوف تتمكن البشرية من حصاد فوائد الثورة الرقمية والاستمتاع بسحر الاكتشافات العلمية دون خوف من الآثار المدمرة لها والتي باتت تهدد كيان المجتمعات المعاصرة.

#الأخيرة #ذكائها #الحياة