الخصوصية في زمن الذكاء الاصطناعي.

.

هل نحن وحدنا؟

مع ازدياد اعتمادنا على التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، تصبح خصوصيتنا معرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى.

فالآلات تتعلم عنا باستمرار، وتقوم بجمع بياناتنا لأجل تحليل سلوكنا واتخاذ قرارات بشأن مستقبل حياتنا العملية وحتى الشخصية.

ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لحقوق الإنسان وكرامته؟

وهل يمكن لهذه الأنظمة المستقبلية حقًا احترام المساحة الخاصة التي تستحقها كل نفس بشرية؟

قد يقول البعض بأن فوائد التقنية تفوق مخاطر الانتهاكات المحتملة، وأن بإمكان خوارزميات الذكاء الاصطناعي مساعدتنا في حل مشاكل كبيرة تواجه المجتمعات اليوم بدءًا من الرعاية الصحية وصولًا للتنبؤ بالكوارث الطبيعية وما سواها.

إلا أنه لا يجوز التنكر للحقيقة وهي أن الأمر يتعدى مجرد جمع البيانات والاستخدام التجاري لها؛ فهو أيضًا يتعلق بمن سيملك السلطة لاتخاذ القرار المصيري الذي يشمل الجميع ويتجاوز نطاقات القانون التقليدي.

الحلول المقترحة لمواجهة هذه القضية متعددة الجوانب.

أولاً، ينبغي سن تشريعات دولية ملزمة تلزم الشركات بتقاسم المسؤولية تجاه المستخدم النهائي وضمان عدم إساءة استخدام معلوماته الثمينة.

ثانيًا، رفع مستوى وعينا الجماعي حيال المخاطر المرتبطة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأجهزة المنزل الذكية وغيرها من المصادر الأخرى لتجميع البيانات.

ثالثًا، دعم البحث العلمي المستقل الذي يقوم بمراقبة تأثير تلك التقنيات على حقوق المواطنين وحماية الحرية الفردية.

وفي حين تعتبر القدرة على الوصول للمعلومات أحد أسس الحضارة الإنسانية، فلابديل عنها عندما يتعلق الموضوع بسلامة وجودنا ذاته كمخلوقات مستقلة ذات قيم ومبادئ سامية.

لذلك، دعونا نعمل سويا كي نبقى متحكمين بشؤوننا الخاصة حتى ولو كان العالم يتغير بوتيرة مخيفة!

#إيماءات #التجارية #دراسيا

1 Reacties