الشراكات، بدلاً من كونها قادة التغيير، هي وسائل محتملة لتعزيز الانعزالية.
في ظل تصورها على أنها شراكات بين المجتمعات والمؤسسات الخارجية، نغفل كثيرًا الواقع: هذه التحالفات غالبًا ما تُعزِّز سيادة قضايا وأولويات ليست دائمًا منبثقة من المجتمع نفسه.
إذا انحرف الاهتمام بشكل أساسي إلى مصالح الزوار أو المانحين، فإن ذلك يضعف المجتمعات من حيث التأثير الذاتي والابتكار.
هناك شراكة تُغْرِق البطولة للمجتمعات في العبودية التفكيرية؛ فإنها بدلاً من دعم المبادرات المحلية، قد تضع حواجز أمام التقدم الذي يُسْتَهِيله الخارجيون.
إنها قد تستأثر بإبداع وطاقة المجتمعات من خلال دفع مشروعات جاهزة لا تُحسِّن أكثر من التصور الخارجي، وغالبًا ما تُهمل التطوير الذي يتجذر في المعرفة والقدرات المحلية.
لأن تكون التغيير مستدامًا، يجب أن نسعى إلى استبدال هذه "الشراكات" بتحالفات حقيقية تُعزِّز القضاء على الثروة والموارد التي تولدها المجتمعات نفسها.
ينبغي أن نطالب بأن تصبح هذه التعاونات منبرًا للقرار الذاتي والتفكير، حيث لا تستضيف مجرد المشروعات وإنما تُولِّدها.
فقط بنحن نصبح أكثر قوة في تحديد مساراتنا الخاصة، ستتحقق التغييرات الفعلية.
هذا الموقف يُستَجِلِّب جدلاً: هل الشراكات حقًا عن تسليم السلطة أم عن احتفاظ بها؟
دعونا نفكر في إعادة صياغة التحالفات لتكون وسيلة لإضاءة مسارات المجتمعات بأقدامها الخاصة، لا أن تُظلِّمها.

11 نظرات