عندما نتحدث عن مهارات القرن الواحد والعشرين، غالبًا ما نذكر الإبداع كمفتاح النجاح، لكن ماذا لو كنا قد أخطأنا الهدف حقًا؟

إن التعليم الحالي، رغم جهوده في تنمية الخيال والإبداع لدى الطلاب، غالباً ما يُنتج أشخاصاً مبدعين في المجال "الآمن"، أي أولئك الذين يمكنهم حل المشكلات المعقدة داخل النظام القائم.

ومع ذلك، عندما نواجه تحديات حقيقية تتطلب ابتكارات جذرية وغير تقليدية، قد نفتقر إلى الخبرة العملية لتطبيق هذه المهارات.

فالعديد منا لم يتعرض بعد لأزمات كبيرة تدفع بنا نحو سلوكيات غير متوقعة؛ وبالتالي، فإن قابليتنا للاستخدام الفعال لقدراتنا الإبداعية تبقى محدودة حتى لو كانت موجودة نظريًا.

من ناحية أخرى، إذا درسنا تاريخ الاكتشافات والاختراعات الرئيسية، سنجد أنها جاءت غالبا نتيجة للحاجة الملحة وللظروف الحرجة، حيث يقوم الإنسان بتسخير طاقاته الكاملة للتأقلم والبقاء.

فعندما يكون الخيار الوحيد هو البحث عن طريقة جديدة للخروج من الوضع الراهن، عندها فقط يتمكن العقل البشري من الوصول إلى ذروة قدراته.

لهذا السبب، يبدو أنه بدلاً من الاعتماد فقط على برامج تطوير الإبداع النظري، ربما ينبغي لنا خلق فرص عملية تسمح للأفراد باستخدام عقولهم بطرق مبتكرة وواقعية.

وهذه الفرص قد تأتي من خلال مواجهة المصاعب وفترات عدم اليقين، والتي بدورها ستولد نوعا مختلفا من "الإبداع"، وهو ذاك الناتج عن حس الحاجة العميق.

فهو النوع الذي يستطيع دفع حدود الوحدة البشرية ويتيح مجالاً واسعا للإنجازات المستقبلية.

#الانفلوانزا #مسألة #إغلاق #الانتقاد

1 Comments