هل يمكن أن يكون تدخل القوى الغربية في الشأن الداخلي للدول العربية والإسلامية عاملاً مساعداً في انتشار التطرف؟

قد تبدو هذه الفكرة غير تقليدية بعض الشيء، لكن دعونا نفكر فيها بعمق.

إن التاريخ يشهد بأن العديد من الحركات الجهادية قد نشأت أو ازدهرت نتيجة لحالات عدم الاستقرار السياسي والتدخل الخارجي.

فعلى سبيل المثال، كيف كانت ردود فعل الناس تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان؟

لقد أسفرت تلك الأحداث عن حالة من الاستياء العام بين السكان المحليين الذين شعروا بأن حقوقهم ومستقبل بلدانهم مهددة بسبب وجود قوة خارجية مستمرة.

وقد دفع هذا البعض للانضمام إلى صفوف الجماعات المقاومة والمتطرفة للحفاظ على هويتهم الوطنية والدفاع عنها ضد ما يعتبرونه "الغزو".

كما رأينا مؤخرًا، فقد غذّى الصراع الطائفي بين السنة والشيعة والذي تأججه بعد أحداث سبتمبر/أيلول ٢٠٠١، شعوراً قوياً بالانتماء لدى الشباب العربي والمسلم نحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وحزب الله وغيرهما ممن يروجون لفكرة مقاومة التأثير الغربي والتصدي له بالقوة.

وهنا يصبح السؤال المطروح: هل ساهم تدخل القوى الأجنبية عمدا وبغير قصد أيضا في خلق بيئة خصبة لتنامي وتوسع نطاق هذه التنظيمات الخطرة؟

وهل أصبح العالم أكثر خطورة عندما تقوم قوى خارجية بتغيير الأنظمة المحلية وفق مصالحها الخاصة بينما تتجاهل مخاوف الجماهير المحلية وآمالها المشروعة؟

إن فهم العلاقة السببية بين التدخلات الخارجية وزيادة احتمالات تصاعد أعمال العنف أمر ضروري لوضع حلول طويلة المدى لهذه القضايا المتعلقة بالأمن العالمي.

إن السلام الحقيقي ليس فقط غياب الحرب ولكنه تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والازدهار الاقتصادي لكل فرد بغض النظر عن انتمائه العرقي أو الدينى.

لذلك، فأفعال الحكومة المركزية والنفوذ الأجنبي وكلاهما يلعب دور مهم فيما إذا كنا سننجح حقا في الحد من جاذبية تنظيمي القاعدة وداعش للإنسان العربي المسلم المتوسط ​​المتشدد دينيا واجتماعيا وسياسيًا.

#أثناء #نظام #تعديل #ليفربول #والاستكشاف

1 التعليقات