الثورة التعليمية: رحلة الذكاء الاصطناعي من الخيال العلمي إلى الفصول الدراسية بينما نتجاوز بوابات القرن الحادي والعشرين، يقف الذكاء الاصطناعي شامخاً كمحرك رئيسي لتغيرات جذرية في مختلف جوانب الحياة المعاصرة.

وفي سياق التعليم، تبدو هذه التغيرات مثيرة للاهتمام وخاطفة لعقولنا.

يُظهر الذكاء الاصطناعي القدرة على تغيير طريقة تدريس و تعلم الأساسيات بما فيها الرياضيات واللغة العربية والإنجليزية.

من جهة، تعدّ قدرات الذكاء الاصطناعي التخصيصية ضمانة قوية لمزيد من فعاليتها: فهو قادر على تصميم منهجات تعليمية فردية تلبي احتياجات كل طفل وفق سرعته الخاصة ونمطه المعرفي المميز.

في هذا المضمار، سيكون بإمكان المعلمين تركيز اهتمامهم بصورة أكبر على الاحتياجات الأكثر تحديداً لأطفالهم بدلاً من الانغماس الشديد في شرح المفاهيم العامة.

بالإضافة لذلك، تُعدُّ خاصية "الدعم المستمر" التي يقدمها الذكاء الاصطناعي عبر المحادثات الإلكترونية آلية مهمة لحل المشكلات الصغيرة فور ورودها وذلك بغرض تيسير اكتساب المهارات وتنمية الشعور بالأمان والثقة بالنفس عند الطفل أثناء سعيه للحلول الذاتية تحت رعاية جهاز رقمي بجانب مدرس مباشر بالحجرة الصفية.

وبالمثل، فإن عرض مواد دروس مقترنة بجوانب واقع افتراضي مُتكاملة سوف يحدث تغييراً جذرياً في الطرائق التقليدية للعرض والحكي المستخدمة حتى الآن والتي اعتاد عليها معظم طلاب المدارس الحكومية والخاصة سواء داخل المملكة العربية السعودية أم خارجهــا.

إذْ صارت رسائل موحدة ذات صدى عالمي تنطلق الآن باتجاه أجيال شبابية ناشئة ملتزمة بتلك المقاربات الجديدة المرتكزة أساساً على الوسائط الترفيهية المعتمدة على الرسوم المتحركة الغامضة وغرائبية العالم الافتراضي بكل ما فيه من مغامرات شيقة وقصص معرفية ممتعة.

لكن خلف أبواب الاحتمالات الرائعة لهذا النظام الناشئ، يكمن تحديان رئيسيان ينبغي مواجهتهما بحكمة وسداد حكم: الأول متعلق بموضوعات السرية وحفظ الحقوق الشخصية للطلاب فيما يتعلق بجمع المعلومات الشخصية ومعالجتها بواسطة خوادم معروفة بخوارزميات معينة تعمل على مراقبة اختيارات الأطفال وتعليماته وردود أفعالهم تجاه المواضيع المختلفة المطروحة عليهم.

أما الثاني فسيكون له علاقة بطابع التطبيق العملي والتوظيفي attendant معه والذي قد يفقد نظاما كاملا قائمة وظائف معلمينا الأعزاء عوضاً عن توسيع مداركه البعض منهم ليستوعب علم

12 التعليقات