في ظل ثورة الاتصال الرقمي، باتت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة العائلات العربية اليوم.

ومن جهة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والتعليم الإلكتروني قنوات مثالية لدعم روابط الأسرة وتوسيع المدارك الثقافية والفكرية؛ إذ تسمح بمتابعة أخبار الأحباب حتى لو كانوا بعيدين، وتمكين الأطفال من اكتساب معرفة متنوعة بشكل جذاب ومبتكر.

إلا أن هذا الانتشار الواسع للتكنولوجيا يحمل معه تحديات جسام، أبرزها انتشار المعلومات الخاطئة وإساءة استخدام المحتوى الغير مناسب عبر الإنترنت، ما يشكل تهديدا مباشرا لقيمنا وثوابتنا الإسلامية.

كما غدت ساعات الشاشة الطويلة تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للأطفال والكبار، فضلاً عن إضعاف الجلسات العائلية المفيدة.

وعلى الرغم من الظلال العديدة للتكنولوجيا، تبقى لنا خيارات لمنع اختلال التوازن؛ أولها تثقيف أبنائنا حول الأمن السيبراني واحترام الحدود الرقمية.

وكذلك تشجيع انشطة مشتركة بعيدًا عن الشاشات بما يتضمن قراءة القصص وحضور المناسبات المجتمعية المحلية.

وفي النهاية، فإن الحرص على تقديم توجيه ديني وروحي صريح وشامل سيكون له أكبر الأثر في حماية الأجيال الناشئة من سموم العصر الجديد وحفظ تماسك الرابطة الأسرية العربية الأصيلة.

إنها مسئوليتنا جميعًا لصناعة حاضر رقمي آمن ومتماسك لعائلاتنا ومجتمعاتنا.

12 التعليقات