هل يمكنكم تخيُّل دولةٍ حيث يُطلب فيها دفع رشوةٍ للحصولِ على مساعداتٍ إنسانيّة؟

هذا ليس سيناريو فيلم خيال علمي ولكنه واقعٌ معاشٌ في اليمن، وفق ما وصفه أحد السفراء الأوروبيين الذين زاروها مؤخرًا.

وفي الوقت نفسه، فإن نفس النظام السياسي يسمح بتقاسم عائدات اكتشافات النفط والآثار بين مُشاهِيء القبائل والرئيس!

إنه نظامٌ فاسدٌ ضحلٌ يعتمد على العلاقات الشخصية أكثر منه على القانون والنظام.

يبدو الأمر أشبه بنكتة سياسية حمقاء لكنه للأسف حقيقي ويحدث أمام أعين العالم دون أي رد فعل ملحوظ.

قد يكون تفسير ذلك هو عدم وجود اهتمام دولي بهذه القضية بسبب موقع البلاد الاستراتيجي غير المهم مقارنة بدول أخرى لديها موارد نفطية وموقع جغرافي مؤثران.

إن مثل هذا الواقع المؤلم يدفع المرء للتساؤل حول مدى تأثير القيم الأخلاقية والمعنوية في المجتمعات وكيف يؤثر الافتقار للمؤسسات الرقابية والحكومات النزيهة على حياة الناس اليومية وحتى مستقبل بلدان بأكملها.

فهناك ارتباط وثيق بين مستوى الفساد ونمو الاقتصاد والتنمية البشرية.

عندما تصبح الحكومة نفسها جزءاً من المشكلة وليس الحل، حينها فقط نرى انهياراً كاملاً كما حصل في العديد من الأمثلة التاريخية الحديثة.

لذلك، ربما آن الآوان لأن ننظر بعمق أكبر لفهم جذور هكذا حالات ولإيجاد حلول جذرية فعالة لهذه الظاهرة العالمية القديمة الجديدة.

فالفساد آفة انتشر بسرعة كبيرة في السنوات الأخيرة وأصبح يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار واستقلال وسيادة بعض الدول النامية وغيرها.

وقد حانت ساعة العمل الجماعي العالمي لمعالجته بشكل شامل وجذري حفاظاً على حقوق ورفاه شعوب تلك المناطق المضطربة.

#سياحية

1 Kommentare