إعادة تعريف العمل الإنساني: نحو تكريم صادق بينما تنطلق الأصوات بقوة لاستكشاف طرق أفضل لتقدير العمل الإنساني، ينبغي لنا أن نكون حذرين حتى لا نخسر الروح الأبوية لهذا النوع من المبادرات.

مع تعدد الآراء حول تسعير الجهد المبذول بشكل مباشر، يبدو واضحاً أننا بحاجة إلى توازن دقيق بين الاعتراف الاقتصادي والقيمة الأخلاقية لهذه الأعمال الخيرية.

إن دعم المؤسسات التي تستفيد منها جهود المتطوعين وزيادة الوعي العام حول أثرها يمكن أن يساعد بالفعل في تحقيق التقدير اللازم.

ومع ذلك، فإن استخدام أساليب السوق لتحويل الأعمال التطوعية إلى بضاعة خالصة قد يخاطر بإضعاف النوايا النبيلة التي تقوم عليها أساساً.

صحيح أنه في زمن اقتصادي صعب، يحتاج الأشخاص الذين يعملون بلا مقابل لأن يتم رؤيتهم وتقديرهم، ولكن ليس من خلال مقياس تنافسي هدام.

بدلاً من محاولة وضع رقم ثابت لقيمة كل ساعة خدمة، دعونا نسعى لبناء نظام يحترم ولاء الأفراد وعطائهم العقلي والجسدي بطريقة أكثر شمولاً وأكثر انسجاماً مع قيمنا الجمعية.

لنقم بتوسيع النطاق خارج حدود المقايضة المالية ونركز عوضًا على إرساء معايير احترام اجتماعي وقانوني أعلى لكل من يساهمون بسخاء بأنفسهم وبأموالهم ودعمهم للحفاظ على تماسك مجتمعنا وحسن سير دولته.

بهذه الطريقة فقط سنتمكن حقاً من مكافأة أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم - ليس فقط بالمال ولكن بالإعجاب العميق لهم وللعمل الرائع الذي يقومون به نيابة عنا جميعاً.

11 التعليقات