في ضوء النقاشين السابقين حول التوازن بين الخصوصية والشفافية الرقمية ودور الذكاء الاصطناعي في التعليم الإسلامي، يبدو أن هناك فرصة مهمة لاستكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي على الحق في الخصوصية الرقمية ضمن السياق الثقافي والإسلامي.

مع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم، يبرز سؤال حيوي: كيف يمكن ضمان احترام خصوصية الطلاب بينما نستغل قوة الذكاء الاصطناعي لتوفير تعليم شخصي وفعَّال؟

من جهة، يحتاج طلاب المدارس الإسلامية لفهم عميق لكيفية إدارة بياناتهم الشخصية والمعرفية التي قد تجمع بواسطة البرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

يجب أن يكون لديهم القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة حول مشاركة المعلومات ومعرفة كاملة بحقوقهم في حفظ سرية بياناتهم الشخصية.

من جهة أخرى، يساهم الذكاء الاصطناعي في تقديم تعليم مُصمم خصيصًا لكل طالب وفق احتياجاته وقدراته الفردية، وهو ما يدعم القيم الإسلامية التي تعتمد على الإحسان والكرامة البشرية.

إلا أن هذا يتطلب تنمية حس المسؤولية لدى المؤسسات التعليمية وأصحاب القرار في مجال الذكاء الاصطناعي للحفاظ على سلامة وعفة البيئة الرقمية وفقاً للشريعة الإسلامية.

لذا، يتعين علينا العمل سوياً لبناء نظام تعليمي حديث باستخدام الذكاء الاصطناعي يحترم هذين الجانبين؛ فهو ليس فقط عن التكنولوجيا نفسها وإنما أيضا عن التطبيق المسؤول لها ضمن منظومة ثقافية وقانونية تحافظ على حقوق الإنسان الأساسية بما فيها الحق في الخصوصية.

11 التعليقات