ثورة الوعي ضد وهم النظام

هل يمكن للتغيير أن يأتي من الداخل فقط؟

بينما تدعو بعض الأصوات للإصلاح السلمي والتركيز على تطوير الذات، تُشير أخرى إلى أن جذور المشكلة متأصلة في بنية المجتمع نفسه، وأن الحل لا بدَّ منه قضية جماعية تقوم على تفكيك القوة المركزية المستبدّة.

فالإيمان بالواجبات الدينية قد يدفع نحو التحول المجتمعي، لكن كيف إذا كانت تلك الأنظمة الدينية نفسها جزءاً من مشكلة السلطوية والقمع؟

والحوار الهادئ قد يكون جميلاً، ولكنه غير قادرٍ على اختراق جدران الواقع المرير حيث يتجاهل الصراخ المدوي لمظلومين.

إذن، ما العمل عندما تصبح المؤسسات العريقة فاسدة ولا ترد على النداءات إلّا بالقمع والعنف؟

حينئذٍ تنطلق الشرارة الأولى للثورة.

.

ثورة ضّد الوهم المُلحق بالنظام الحالي والذي يحاول خداع الجميع بوعدٍ زائف بالتطور والسلام بينما الواقع يقول عكس ذلك تماماً.

فلنتحرّر من قيود الخطأ المفرض علينا عبر نظامٍ مصمم لإبقائنا مستهلكين سلبيين، ولندرك أخيراً أنه ليس هناك طريق لتحقيق العدالة الاجتماعية دون تحدي وتغيير أساسيات النظام ذاته.

فالشركات ليست وحدها المسيطرة؛ بل أيضا الحكومات والمؤسسات الدينية وغيرها الكثير مما يجب مراجعته وفحص أصوليته ومشروعيتها الأخلاقية.

وفي النهاية، دعونا نواجه السؤال الأكبر: كم من الوقت سنظل نتغنى بإمكانيات التغيير الداخلي بينما الجذور المتعفنة للنظام تزدهر فوق رؤوسنا؟

أليست الآن اللحظة المثلى لبناء وعينا الجماعي وشن الثورة ضد هذا الوهم الكبير؟

1 التعليقات