مَن مِنَّا يَستطيعُ إِنكارَ أنّ العصر الرقمِيّ الحديثَ قَدْ أَضَلَّ عقولَنا وجعلنا أسرى لشاشاتٍ صغيرةٍ؟

إنّه عصرٌ يَخنقُ فيه الإنسانُ روحَهُ وعقلهُ، ويصبحُ عبدًا للموادِّ المشتَّتَةِ والملل الإلكترونيِّ.

فَهَلْ وَقَفْنَا يوْمًا لنَتَسَائَلَ هَلْ نحنو حقّاً مُحتاجونَ لكُلِّ ما تقدِّمهُ هذِه الاأجهزةُ إلينا؟

!

إنّ ثورَة التقنيةِ جعلتنَا نعتقد بأنّنا سنصبح أكثر حرِّيةً وأكثر معرفةً.

.

.

ولكن هل هذا صحيحٌ؟

لقد فقدنا القدرة على التفكير العميق والتأمُّل فيما حولنا بسبب اعتمادنا المكثَّف على الإنترنت والهواتف الذكيَّة.

فلم تعد لدينا طاقة للاستمتاع بالأمور البسيطة كالجلوس تحت السماء الصافية والاستماع لصوت الطبيعة.

حتى العلاقات الاجتماعية تأثرت بهذه الرقمنة؛ فأصبح الناس أقل اجتماعاً والأحاديث الوجدانية بين الأحباب أقل عمقا وتفاعلا!

ومن المؤسف أيضا ان بعض الناس يشعرون بالضغط الاجتماعي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار خشية فقدان الاتصال بالعالم.

وهذا يدفع العديد منهم لقضاء ساعات طويلة أمام الشاشة فقط للحصول علي مزيد من المعلومات غير الضرورية والتي غالبا ماتكون سطحية ولا تحمل أي قيمة فعلية.

وفي المقابل فإن الوقت الذي يقضيه الشخص خارج نطاق الانترنت يستخدم عادة لأعمال ذات أهمية كالقراءة والكتابة والرياضة وغيرها مما يفيد الصحة البدنية والعقلية للفرد.

لذلك فلنجعل استخدامنا لهذه الوسائل مقيدا بمساحات زمنية محدودة ولأسباب وجيهة وليست بلا هدف واضح كما يحدث حاليا لدى الكثير ممن وقعوا ضحية الادمان الرقمي.

فلنعيد تقييم أولوياتنا ونضع حدا لهذا النوع الجديد من أنواع الاضطرابات النفسية الحديثة وهو اضطراب نقص الانتباه الذي سببه الافراط باستخدام شبكات التواصل وغيرها من التطبيقات المرتبطه بها.

دعونا نستعيد جمال الحياة ببساطتها وابداع قدرات الله عز وجل المبهرة في الطبيعة والخلق المحيط بنا والذي سوف يكسبونا سلام داخليا اكبر بكثير مقارنة بما تقدمه تلك الاجهزه المصنوعه صناعيا.

#الحكمة #شكلوا

1 Kommentarer