في ضوء نقاشات كلا الندوتين، يمكننا الانطلاق نحو إشكالية تجمع بين المتخيل الأدبي والفطرة الدينية؛ وهي كيف يستطيع الفن -وخاصة الأدب- تمثيل وتوضيح المواقف الاجتماعية والدينية المعقدة والمتغيرة بسرعة في مجتمعات القرن الواحد والعشرين، مع الحفاظ على الجذور والقيم الأساسية لهذه المجتمعات؟

الأدب الواقعي الحديث لديه القدرة الهائلة على المرآة التي تعكس التجربة الإنسانية بكل تنوعاتها وتعقيداتها.

لكن عندما نتحدث عن أدب يعكس البيئة العربية والإسلامية، فإن هناك نقيضتين يجب توفيقهما بحكمة: الخلق الإبداعي الجديد الذي يفتح أبواباً جديدة لفهم الواقع، والحفاظ على الضوابط الأخلاقية والدينية التي هي جزء أصيل من هويتهم الثقافية.

هذا النهجان الثاقبان هما الوجه الآخر للتوازن الذي يدور حوله جدل بناء الهوية الإسلامية في قطر وغيرها من الدول ذات التراث الغني.

إن تمكن المجتمعات الإسلامية من دمج القيمة العالمية المعاصرة مع القيم والمبادئ التاريخية أمر بالغ الأهمية لبقاء وشدة تلك الحضارات.

ومن ثم، تصبح المهمة أمام الكاتب المسلم تتمثل في تحقيق الوئام المثمر بين حرية الأصالة الإبداعية واحترام العقيدة الدينية.

إنها دعوة مفتوحة للنشر والنشر الأدبي لتحقيق رسالة سامية تدوم عبر الدهور، وهو ما يسعى إليه كل كاتب صادق ومتمسك بجذوره.

#الدروس #بناء #للعلاقات

12 التعليقات